الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتضح القيادة المؤثرة والفعّالة بجهود سمو وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان في هندسة التوافق لأكبر خفض تاريخي لمنتجي أوبك وخارجها والنجاح في إصلاح أي تصدّعات داخل اوبك مما جعلها تتفاعل مع الأحداث والتحديات التاريخية.
عندما حذّر سمو وزير الطاقة مضاربي أسواق النفط من المقامرة في الأسواق الآجلة بالمراهنة على انخفاض الأسعار بجملة “ألم من الجحيم” فهو استخدم كلمات يعيها جيداً المضاربين والذين لطالما كانوا من الأسباب الرئيسة في كل طامّة اقتصادية.
تحذير اي مضارب وبصرف النظر عن حجمه للحد من أي محاولات قد تؤدي لتقلبات حادة في الاسعار تضر بالاقتصاد العالمي من خلال التقليل بأهمية جهود أوبك والتضليل الإعلامي، خاصة وأن أذرع المضاربين الإعلامية هي التي روّجت لمصطلح “حرب الأسعار” في شهر أبريل والذي كان بحد ذاته مُضلّل لأن الانخفاض التاريخي في الأسعار آنذاك فسعر خام برنت هبط إلى 16 دولار من نحو 65 دولار في أوائل العام بسبب التراجع التاريخي للإستهلاك مع ذروة عمليات الإغلاق.
محدودية نشاطات المضاربين وتباطؤ عمليات التحوط مؤخراً جاء بسبب تحركات الأسعار المنبسطة في نطاق ضيق جدا على مدى أربعة أشهر. بينما عند تقلبات الأسعار الحادّة، يبدأ المضاربون في جني الأرباح وانتهاز فرص التحوط، لأن أحد اهم الأسباب الرئيسية للمضاربين للشراء هو توقّع الارتفاع في الأسعار، وبذلك فهم يرغبون هبوط حاد في الاسعار لركوب موجة الشراء كما فعلوا بعد هبوط الأسعار لمستويات متدنية تاريخياً في شهر أبريل وصعودها بعد ذلك بتقلبات حادة استفادوا منها في البيع لاحقا بأسعار مرتفعة.
تحركات الاسعار بتقلبات منبسطة على مدى قرابة أربعة أشهر يؤكد بأن التخفيضات التاريخية لمنتجي “اوبك بلس” ساعدت على استقرار السوق حتى وإن أظهرت البيانات الاخيرة لمخزونات النفط في دول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD لشهر يوليو عند 260 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات الأخيرة بزيادة اكثر من 300 مليون برميل عن نهاية عام 2019. مع بداية جهود اوبك بلس مطلع عام 2017 كانت مخزونات النفط في OECD عند 278 مليون برميل فوق متوسط الخمس سنوات.
نجاح جهود اوبك أيقظ أسواق النفط لربما تتحرك بجدية في أن تتخلص من – أو على أقل تقدير تُحجّم – سطوة المضاربين عليها، حيث أنه من المسلّم به أن اسواق العقود الآجلة يطغى عليه سيطرة المضاربين والتي تؤثر تحركاتهم على الاسعار حتى وإن يُنظر لها في أحيانا عديدة بأنها غير منطقية ولاتعكس أساسيات السوق وما يحدث في العالم الحقيقي في عالم السوق الفوري وتداولات براميل النفط في السوق المادي Physical Market.
وكل عام وانت بخير وعزة ياوطن.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال