الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أشعر بفخر شديد عندما أرى جهود بلادي لمواجهة التحديات على المستوى العالمي، خصوصاً فيما يتعلق بقضية تغير المناخ، التحدي العالمي الذي يؤرق السياسيين وصناع القرار والعلماء والمجتمعات حول العالم.
ويزداد فخري واعتزازي بتصريح وزير الطاقة سمو الأمير عبدالعزيز بن سلمان عندما تحدث في الاجتماع الوزاري للطاقة النظيفة في الرياض وقال: “أنا أؤيد بشدة مقترح المملكة الذي ستقدمه هذا العام كمبادرة في رئاستها لمجموعة العشرين ولن أتوانى عن القيام بأي مجهود للدفع بهذه المبادرة في سياق مجموعة العشرين”. نعم، إنها الرياض ستكون في قلب الحدث للإعلان عن مبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، وذلك في اجتماعات وزراء الطاقة لمجموعة العشرين بدأت أمس الأحد وتختتم اليوم الاثنين، سيكون اجتماع وزراء الطاقة مناسبة مهمة جداً للإعلان عن هذه المبادرة ورفع التوصيات والمخرجات للاجتماعات لقادة دول مجموعة العشرين للدفع بتعزيز دور التعاون والشراكات الدولية نحو تسريع التعافي من آثار جائحة فيروس كورونا المستجد وتشكيل آفاق وحلول مستدامة للتحديات العالمية.
أشرت في مقالة سابقة لرؤية المملكة العربية السعودية لمستقبل التنمية المستدامة؛ وذلك من خلال مبادرتها الرامية لتحقيق جملة من مقاصد التنمية المستدام، والتي ستقدمها للعالم من خلال نهج وإطار عملي لتدوير الكربون في الاقتصاد يسمح باستخدام مصادر الوقود الهيدروكربوني على نحو مستدام وملائم للبيئة مع تشجيع كافة الخيارات الممكنة للتخفيف من تأثيرات تغير المناخ.
وفي هذا السياق المملكة لا تسعى لإن تكون فقط جزءاً من الحل، بل تريد التأكيد على أهمية إثبات فكرة أنه بعيداً عن نوع الطاقة التي تستخدم عندما يكون هناك إدارة لانبعاثات غاز الكربون أو الميثان أو أي مصدر من الغازات الأخرى المسببة في الاحتباس الحراري سيساهم ذلك في التخفيف من تأثير تغير المناخ.
تشدد مبادرة المملكة للتصدي لتغير المناخ على اعتبار أن الكربون ليس “عدو”! بل يمكن أن يكون مصدر ذو قيمة وقابل لإعادة التدوير والاستخدام في الاقتصاد لتحقيق مفهوم شمولي واسع للتنمية المستدامة. الفترة القادمة مهمة جداً لتكوين حشد عالمي لمبادرة الاقتصاد الدائري للكربون، والعمل على تنسيق الجهود وتعزيز التعاون الدولي متعدد الأطراف مع الدول والمنظمات والوكالات العالمية، بهدف تشكيل مستقبل عملي وواقعي للاستدامة عبر خلق فرص جديدة للنمو مع الدفع بالابتكار وتعزيز القدرة التنافسية.
وستركز المملكة على أهمية تطوير تقنيات حجز الكربون وإعادة استخدامه، إضافة إلى دعم تقنيات تعزيز استخدام الهيدروجين ونشر تقنيات حلول الطاقة النظيفة بالتعاون مع المنظمات الدولية مثل المؤتمر الوزاري للطاقة النظيفة، ومبادرة مهمة الابتكار، والمنتدى الريادي لفصل وتخزين الكربون، والقمة الدولية لاحتجاز وإعادة استخدام الكربون وتخزينها.
ولتحقيق اعتماد نشر مفهوم الاقتصاد الدائري للكربون، لابد من اعتماد منصة تعنى بوضع استراتيجية لرسم سياسات الاقتصاد الدائري للكربون على نحو يعزز للشراكات والتعاون الدولي لتطوير قدرات الابتكار التقني وتكامل الجهود لاعتماد الاقتصاد الدائري للكربون كنهج عالمي يتماشى مع العمل المناخي وأجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة بشكل أوسع، مع الدفع بالطموح العالمي نحو موائمة ودمج الاقتصاد الدائري للكربون في الأطر السياسية والتنظيمية للدول والتزاماتهم تجاه لتنمية المستدامة على المستويين الوطني والدولي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال