الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
المحافظة على البيئة سواء بالتقليل من الانبعاثات الكربونية أو التقليل من هدر المياه أو إدارة المخلفات الصلبة من بلدية أو خطرة بما يكفل المحافظة على التربة، وبالتالي المياه الجوفية، وغيرها. هي عناوين بسيطة لدول العالم الاول القائمة على الاخلاق، ثم الاقتصاد المعرفي والابتكار والريادة.
السعودية كأمة كانت تعتبر من الناحية الاقتصادية أنها ريعية بحتة، تبيع ما يخرج من الأرض لتشتري الرغيف والاسمنت. لكن الهمة السعودية أخرجت لنا سابك وشركات كبرى تصنع منتجات عديدة كمشتقات نفطية فأصبحت هناك آلاف المنتجات المشتقة. وخلال التسعين عاماً الماضية عمل السعوديون بجد واجتهاد للوصول إلى ما يسمى (حد الكفاف). وكأي مشروع أو نظام اقتصادي يواجه المهالك في بدايته حتى يتذبذب ثم يستقر تدريجياً. وهذا ما حدث معنا.
فعلياً لم يكن لدينا غير النفط كمنتج رئيسي عالمي ذو طلب متزايد. ننظر له كشعب عصامي، على أنه القشة التي يتعلق بها اقتصادنا ونخشى أن تنفذ أو تبور يوماً ما. و ينظر له أبناء الدول المجاورة على أنه عصا سحرية تنقلهم لحياة أفضل. فتركوا بلدانهم ترزح تحت الهوان والضعف ولم يبذلوا فيها قيد شعرة حتى تحولت دولهم من دول براقة إلى دول يقوم اقتصادها على المعونات!، كل ذلك في سبيل ريع النفط السعودي والمال الناتج عنه. وهو في الحقيقة استمر لعقود طويلة (مالاً سهلاً) مقارنة بطريقة الحصول على الرغيف في الدول الأخرى.
كل ذلك بات يتبدل تدريجياً لا سيما مع رؤية 2030 فلا يمكن الاستمرار في قصة الاعتماد على النفط وانتظار النهاية بلا إعداد البدائل. كما أننا في طريق السعي إلى العلا نستهدف أن نصل إلى الاستدامة في إنتاج الطاقة. وهذه لن تأتي من طريق الكسل والنمطية واستمرار الحال على ماهو عليه. بل ستأتي من بوابة الإبداع والابتكار والسبق في بدائل الطاقة، وقيامنا بإرسال أول شحنة تجارية من الامونيا الزرقاء في تاريخ البشرية (طاقة نظيفة تستخدم في انتاج الكهرباء خالية من الانبعاثات الكربونية) هو بحد ذاته ريادة عالمية في مجال الطاقة تحول السعودية من وسم قادة النفط إلى وسم قادة الطاقة.. النظيفة، وتضعنا بكل قوة على أعتاب العالم الاول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال