الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
جاء خبر إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الخميس بفيروس كورونا بمثابة الصاعقة على الأسواق المالية والنفطية على حدا سواء. لتنعكس تداعياته على أسعار النفط بعد الإعلان عن الإصابة وتنخفض دون 40 دولار لخامي برنت وغرب تكساس. لم تكن أسواق المال العالمية والامريكية في منأى عن هذا الخبر ليفتتح مؤشر “نيكي” الياباني بانخفاض بلغ ٠.٧٨٪ وتراجع مؤشر شنغهاي الصيني بنسبة 0.20%. كما أن الأسواق المالية الامريكية تراجعت هي الأخرى حيث تراجع مؤشر داو جونز بنسبة1.7% وستاندرد أند بورز 500 بنسبة 1.6%.
هذه التراجعات الواسعة تثير تساؤلات.. لماذا كل هذا التأثير من الرئيس الأمريكي فقط؟ بينما هناك رؤساء آخرين لاقتصادات كبرى أصيبوا مثل المملكة المتحدة والبرازيل ولكنها لم تؤثر؟ هل هو عدم وجود لقاح وفوضى انتخابية محتملة، ام مصير خطة الإنعاش الاقتصادي الأمريكي التي مازالت مبهمة؟
إصابة أكبر رئيس لأكبر اقتصاد في العالم وأكبر قوة عسكرية بفيروس كورونا يُثير مخاوف عودة الاغلاق من جديد، كما أنه يؤكد عدم قرب وجود لقاح لهذا الفيروس. المضاربين يراقبون بحذر زيادة عدد حالات الإصابة في أنحاء العالم وهو ما يؤثر بشكل كبير على نمو الطلب النفطي. هذه حالة من التشاؤم التي تسود أسواق النفط لم تكن وليدة اللحظة، فالمخاوف من الفوضى الانتخابية أيضا لها دور كبير. الجميع يعلم ما قد تؤول إليه الأمور في حال انتخب نائب الرئيس السابق جون بايدن رئيس للولايات المتحدة الأمريكية من الدفع نحو طاقة نظيفة قد تزيد من جراح أسواق النفط.
في هذا السياق، الربع الأخير من عام 2020 قد يكون كما يتمناه المضاربين من تذبذبات عالية قد تكون ملاذ أخير يجنون منها الكثير من الأموال كما كان الحال في الربع الثاني لعام 2020. إصابة ترامب فرصة أخيرة لجني أرباح لكن سوف تكون محدودة وعالية المخاطر، لذلك هل يقامر المضاربين على مسار هابط لأسعار النفط خصوصا بقرب مكافآت نهاية السنة والتي سوف يغلب عليها فقط أرباح تقلبات الربع الثاني؟
أحد الأسباب التي تختص بتراجع الأسواق المالية بسبب إصابة الرئيس الأمريكي عن غيره من الشخصيات رفيعة المستوى، هو الضبابية التي تحيط بمصير التوصل لاتفاق على خطة إنعاش اقتصادي جديدة بقيمة 2.2تريليون دولار وتعثر الكونغرس بتمريرها حتى اللحظة.
لذلك من وجهة نظري سوف تواصل الأسواق العالمية وليست فقط الامريكية التقلبات خلال الأسبوع المقبل، بحيث سيكون المتحكم الأكبر فيها، هو التغيرات الخاصة بالحالة الصحية بالرئيس دونالد ترامب وأسرته والموظفين الكبار بالبيت الأبيض بعد التأكيد الرسمي بإصابتهم بفيروس كورونا وهو الأمر الذي سيؤثر في مسار الانتخابات الرئاسية بالولايات المتحدة الأمريكية. الرئيس الأمريكي ترامب كان داعم ومشجع دائماً لأداء سوق الأسهم الأمريكي، وتفاخر بأدائه عدة مرات. أدى ذلك لخفض ضرائب الشركات، واستهداف الشركات الصينية، والتحول الأخير في السياسة النقدية بسبب انتشار فيروس كورونا مما جعل سوق الأسهم الأمريكية جذابة دائماً للمستثمرين، فهل تستمر كذلك مع أصابه؟
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال