الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تشهد المملكة العربية السعودية مبادرات وتغييرات رائدة في جميع المجالات لتحقيق رؤية 2030. المنافسة والطموح هو ما تعمل عليه جميع الوزارات والمؤسسات الحكومية وكذلك القطاع الخاص. فلا يمكن لتغيير إستراتيجي أن ينجح بلا جهود تعاونية ومواءمة بين الجهات والمؤسسات ذات العلاقة سواء حكومية أو خاصة. فمن المهم جدا أن تكون هذه التغيرات التطويرية مبنية على خطط استراتيجية مرتبطة برؤية المنشآت والتي تدعم رؤية المملكة لتحقيق أهدافها محليا وإقليميا ودوليا. استحداث او تحديث استراتيجيات او خدمات جديدة تعتمد على ركائز عديدة من ضمنها ثقافة وقيم المنظمة. لذا فإن القيم والمبادئ تمثل ثقافة عمل أي منظمة وتعتبر أحد المقومات الحساسة والاساسية للتقدم والتطور، فهي تمثل العنصر الأساسي لتميز أي عمل أو إنجاز في شتى المجالات. فمفهوم ثقافة العمل تكاد أن تكون مهمشة في مراحل التغيير سواء تغير إستراتيجي أو تكتيكي كونها غالبا غير ملموسة.
فثقافة العمل تتضمن اعتقادات وممارسات خاصة وتكون دائما داعمة لرؤية وإستراتيجيات المنظمة لأنها تشكل المهارات السلوكية سواء للقياديين أو سائر الموظفين في طريقة تعاملهم فيما بينهم لتحقيق أهدافهم وكذلك طريقة تقديم الخدمات أو المنتجات للمجتمع. لذلك فإن القيم والثقافة تعبر عن الـــ (DNA) الخاص بالمنظمة وطريقة عملها. ولهذا فإنه من المهم جدا أن تحرص المنظمات بلا استثناء على مواءمة ثقافة وقيم العمل مع خططهم التطويرية ورؤيتهم المستقبلية، واعتبارها جزء لا يتجزأ من التغيير الإستراتيجي. فلا يكمل نجاح الخطط الإستراتيجية وتنفيذها بلا ثقافة واضحة، محددة، وقابلة للتطبيق بما يتوافق مع المهام والادوار والمسؤوليات. قد يكون التغيير بحد ذاته ليس صعبا، ولكن استدامة التغيير والتطور والبناء عليه هي من تضمن نجاح الإستراتيجية وتحقيق الرؤية بإذن الله.
وضوح ثقافة المنظمة وقيمها تعزز من أداء وسلوكيات الموظفين والكفاءات والتي تنعكس على أداء المنظمة في تنفيذ استراتيجياتها. فقد أكدت الدراسات أن ثقافة العمل لها تأثير كبير على أداء الموظفين في تحقيقهم والتزامهم بأهداف المنظمة، وأن ما يقارب 66% من الإستراتيجيات لم تحقق أهدافها بسبب ضعف في الأداء وطريقة التنفيذ. لكم أن تتخيلوا منظمة تحتوي على عدد من الموظفين من مختلف الثقافات والمجتمعات والحضارات يمارسون أدوارهم “بلا ثقافة واضحة”، كيف ستكون سلوكياتهم في تنفيذ الاعمال وتعاملهم مع المجتمع؟ لذا فإن الثقافة والقيم الواضحة تجمع الموظفين تحت مظلة وهوية واحدة لتكون علامة مميزة في تعاملها وتقديم خدماتها. على سبيل المثال، العمل الجماعي والابتكار تعتبر إحدى السلوكيات التي تمكن الموظفين من تحقيق الأهداف الإستراتيجية للمنظمة، لذلك فإن توفير الدعم وبيئة عمل فعالة تساعد الموظفين على ممارسة هذه السلوكيات لتمكينهم من انتهاج وممارسة هذه السلوكيات بشكل يومي.
أخيرا، في علم الإدارة يقال إن ثقافة المنظمات تقتل الإستراتيجيات بغض النظر عن فعاليتها على المدى البعيد. لذا فإن أحد مهام القياديين الاساسية تحديد ثقافة المنظمة التي تدعم استراتيجياتها وتمكن الرأس المال البشري في بيئة العمل. يمكن لنا أن نشبهه القيادات الفعالة في المنظمات مثل الآباء مع أبنائهم في منزل واحد، فإن لم يتمثل الوالدين بالقيم والمبادئ الصحيحة والرؤية الواضحة للعائلة فهذا غالبا لن ينعكس إيجابيا على أبنائهم ولا على مسيرتهم في الحياة وتفاعلهم بشكل إيجابي مع مجتمع طموح وحيوي.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال