الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أعلنت شركة الخطوط السعودية للتموين، شركة مساهمة، عن خسائر كبيرة ومتوقعة عن النصف الأول من 2020م قُدّرت بـ128.2 مليون ريال مقابل أرباح بـ 220.6 مليون ريال عن نفس الفترة من 2019م، وهذا مؤشر جلي على وجوب إعادة شركات تموين الطائرات النظر في خطط أعمالها واستراتيجياتها، والتحرك لتوسيع قاعدة عملها وعملائها خارج قطاع الطيران. وقد لا يكون في عودة الرحلات إلى طبيعتها، والذي سيطول انتظاره، حل سحري بسبب تردي أوضاع الجانبين.
فهاهي شركة غيت غورميه الاسترالية لتموين الطائرات تعرض مخزونها من وجبات الرحلات المجمدة للبيع على موقعها بأسعار متدنية جداً تبدأ من دولارين. وبنفس السياسة تعرض شركة غيتبلو الأمريكية الوجبات المجمدة الفائضة والتي ضاقت بها براداتها. فقد تسببت الأزمة العالمية بإرباك غير مسبوق لجأت بسببه هذه الشركات للبحث عن منافذ توزيع غير تقليدية لمنتجاتها سريعة التلف.
وسبق لشركة تموين خطوط اللوفتهانزا الألمانية أن حاولت تسويق بعض وجباتها لغير المسافرين في عام 2014م ولكن لم تحقق نجاحاً ولعل في الظروف الحالية ما يدعم الفكرة إن توفرت الوجبات بأسعار مقبولة، مثلها مثل خطوط اليونايتد التي سوقت منذ فبراير 2019م لوجبة درجة الأعمال على موقعها.
وتعرض الآن شركات أير نورث الكندية وأورال الروسية والتايلندية وتمام الإسرائيلية (التي تقدم خدمات التموين لطائرات الخطوط التركية) منتجاتها عبر مواقعها، وتموين خطوط جارودا الإندونيسية يعرض للراغبين شراء وجبة كاملة بالصينية المخصصة للطائرات. أما شركة جتبلو الأمريكية الاقتصادية، فهي تعرض الوجبات للبيع اونلاين بنصف قيمتها على الطائرة، وهي مساهمة من هذه الشركة في دعم المزارعين والموردين الذين تضرروا من تقليص جداول الرحلات وتدني أعداد المسافرين.
والتهديد الجديد لصناعة التموين جاء من تطبيقات التوصيل، حيث أعلن مطار سخيبول بأمستردام عن تعاونه مع تطبيق توصيل طلبات هولندي لتوفير الوجبات للركاب الراغبين على شركة طيران ترانسافيا الاقتصادية، وهذه سابقة لها ما بعدها من تهديد مباشر لصناعة التموين في المطارات.
وعُرفت شركة السعودية للتموين بنشاطها في مجال الضيافة خارج تموين الطائرات، خصوصاً في إدارة المطاعم في الوزارات والشركات، وإدارة المناسبات الكبرى، وتشغيل صالات الضيافة بالمطارات وتشغيل الأسواق الحرة، إلا أن الشركة قلصت نشاطها في تلك المجالات، وهي الآن أمام فرصة مواتية، وإن كانت اضطراراً، للعودة لتشغيل المتاح من تلك الأنشطة لإطفاء بعض خسائرها، خصوصاً أن السوق السعودي بحاجة لمنتجات الشركة المتخصصة التي تنافس في جودتها ما تقدمه فنادق الخمسة نجوم.
وفي تصوري أن شركات الطيران ستعيد النظر في ميزانياتها الضخمة المخصصة للخدمات في مقصورات الطائرات وعلى رأسها خدمة الطعام والتي تعتبر من أكبر بنود الصرف، وليس أمام شركات التموين والحال هكذا، سوى البحث عن منافذ بيع أخرى أو تقديم منتجات تتناسب مع أوضاع وظروف شركات الطيران، على الأقل في المستقبل المنظور.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال