الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
إن احتياج سوق العمل للمحاسبين المختصين سيظل لأزمنة بسبب ضعف تطبيق الأنظمة المحاسبية في غالب القطاعات مما يجعل الاستغناء عنها كما يُشاع أمر ليس بالسهل. في كثير من الشركات استطاعت تقليل العدد للمحاسبين الذين تحت إدارتها لكنها في نفس الوقت لم تستطع أن تتخلى عن العمل المحاسبي كمهمة فأوكلت المهمة لأطراف محاسبية أخرى وهذا يعني الاحتياج للمحاسب لا يزال وسيستمر موجود.
تطوير الأنظمة المحاسبية ساهم بشكل كبير في تطوير العمل وزيادة الانتاجية ورفع كفاءة المنشأة. من التطبيقات المنتشرة في الوقت الراهن هو مركزية العمليات الادخالية المحاسبية والتي تعني كمثال بتوحيد إدخال فواتير الموردين لكل الشركات التابعة بل أحياناً شركات منافسة تشترك بخدمة مركزية تختصر عليها كثير من الوقت والتي تعتمد على مبدأ اقتصادات الحجم Economies of Scale.
إن التقدم التقني والذكاء الاصطناعي AI الذي بدأ يتوسع في كثير من العمليات الإدخالية المحاسبية يضل قاصراً عن محاكاة واقع المحاسب/المالي في شتى مجالاته. الجوانب البشرية من التواصل والتحليل والقرارات تزامناً مع الضعف التقني وغياب الأنظمة المحاسبية يُبطأ عملية الإحلال البشري. المحاسب حتى يستمر مع تحديات التقنية لابد أن يطور من مهاراته الذهنية والاستشارية ليبقى عنصر يجمع بين العمق الفني المحاسبي والمهارة الذهنية.
إن التقدم التقني والتطبيق للمبادرات في تقليل الموظفين سيرتكز في الفترة الأولى على الشركات العملاقة، التي أمضت عقود في أنظمة محاسبية متينة ، وليسوا الشركات المتوسطة والصغيرة. بعض الدراسات تشير أنه كل عشرين سنة تأتي موجات محدثة تغير وجه الشركات وطريقة تعاملها. المحاسبة في المنشأة عبارة عن شريان رئيسي للحركة منذ البداية حتى التصفية. بعض جوانب المحاسبة كالضريبة والزكاة، والمتطلبات الرسمية القانونية من الصعب جداً استبدالها بالروبرت أو ماشابهه.
القرارات الجوهرية مع الملاك والشركاء فيها عوامل كثيرة غير ممنطقة وصعبة القياس فلذلك تحتاج مزيد من النقاش والحوار والتفاوض. القوانين واللوائح تتغير مع الزمن فليس كل شيء بسهولة يتم تغييره، لكن استيعاب البشر سيكون مواتياً ولحظياً للتغيير ويبني عليها توجه المؤسسة.
أحد الآراء تجزم بأنه في عام 2040 سيتختفي المحاسب كوظيفة! الجزم بهذه الطريقة يحتاج لمتغيرات كثيرة ستوافقها، لكن شخصياً أرى أن هذا كلام شبه مستحيل والأكثر عرضة هما مجال مدخل الفواتير للموردين AP Accountant وكذلك قسم الفوترة AR Accountant طبعاً كلا القسمين يعملون أشياء أخرى غير الإدخال، كالمطابقات والمتابعة والتحليل لكنه بلاشك سيتأثر العدد والأشخاص وطريقة العمل.
خلاصة المقالة أشجع الجميع بالاستمرار والإبداع في هذا المجال الممتع، ولمن لم يتخصص ألا تكون فكرة أن المحاسبة ستختفي عائق له في الدراسة، المهم أن نطور طريقة التفكير وننوع مداركنا التحليلية لنواكب التغيرات المستقبلية.
وليستمر المحاسب فريداً ودمتم بود
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال