الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لقد ورد في التقرير الأخير لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD,2020) عن الآثار المترتبة عن الفاقد التعليمي على الاقتصاد فلقد أدى إغلاق المدارس في جميع أنحاء العالم في أوائل عام 2020 إلى خسائر في التعلم لن يتم تعويضها بسهولة حتى لو عادت المدارس بسرعة إلى مستويات أدائها السابقة. وسوف يكون لهذه الخسائر آثار اقتصادية دائمة على كل من الطلاب المتضررين وعلى كل دولة ما لم يتم علاجها بشكل فعال.
في حين أن خسائر التعلم الدقيقة غير معروفة الى الان، حيث تشير الأبحاث الحالية إلى أن الطلاب في الصفوف (1-12) المتأثرين بالإغلاق قد يتوقعون دخلاً أقل بنسبة 3% على مدار حياتهم بأكملها. اما بالنسبة للدول، قد يؤدي ذلك الى انخفاض النمو طويل الأجل المرتبط بمثل هذه الخسائر إلى انخفاض متوسط الناتج المحلي الإجمالي السنوي بنسبة 1.5% للفترة المتبقية من القرن. كما ستزداد هذه الخسائر الاقتصادية إذا كانت المدارس غير قادرة على إعادة البدء بسرعة. وسوف يشعر الطلاب الذين يعانون من ظروف اجتماعية ودخل اقل بالخسائر الاقتصادية بشكل أعمق، حيث تشير جميع الدلائل إلى أن الطلاب الذين تكون أسرهم أقل قدرة على دعم التعلم خارج المدرسة سيواجهون خسائر تعلم أكبر من أقرانهم الأكثر حظًا، والتي بدورها ستترجم إلى خسائر أعمق في أرباحهم مدى الحياة.
حيث تصل القيمة الحالية للخسائر الاقتصادية التي تتكبدها الدول إلى أبعاد هائلة، كما تشير الأبحاث الحالية إلى أن الاهتمام الوثيق بإعادة فتح المدارس وأيضا بالاهتمام تزامنا بتقديم الاستراتيجيات يمكن أن تخفف من هده الخسائر، على وجه التحديد، مع الزيادة المتوقعة في التعليم المستند إلى الفيديو، والتركيز على تدريب المعلمين والمعلمات على استراتيجيات الصف المقلوب وبالتالي فان مهارات فريق التدريس مع النطاق الجديد من المهام والأنشطة يمكن أن ينقل المدارس بسرعة إلى أداء عالٍ، بالإضافة إلى ذلك، نظرًا لأنه من المرجح أن تؤدي الظروف السابقة إلى زيادة الاختلافات في مستويات التعلم داخل الفصول الدراسية الفردية، فإن التركيز على المزيد من التدريس الفردي يمكن أن يترك جميع الطلاب في وضع أفضل مع استئناف المدارس.
وتعقيب على ما ذكره تقرير المنظمة والتي ترى أن يكون هناك اهتمام بالحرص على إعادة فتح المدارس من جديد فإني أرى بضرورة فتح المدارس (2-3) أيام في الأسبوع للصف (1-5) وبشكل تدريجي بحث يتم كافة أخذ الاحترازات في المدارس وذلك لأن الفاقد التعليمي سيكون كبير وخصوصا للمرحلة الابتدائية حيث المعلومات والمهارات التي يكتسبها الطالب خبرات متراكمة.
وكما تجدر الإشارة الى انه خلال ازمة كورونا زادت الأنشطة السلبية بالنسبة للأطفال الى (5.2) ساعة باليوم أما بالنسبة للأطفال الذين كان آباؤهم أكثر تعليماً، فإن الزيادة في الأنشطة السلبية كانت أصغر قليلا.
الدراسة ايضا عملت مقارنة للمهارات التي يخسرها طلابنا وخاصة في الإجازات الطويلة والفاقد التعليمي في ظل جائحة كورونا التي تتمتع بها بعض الدول، بطبيعة الحال فإن الطلاب خلال أشهر الصيف لديهم خسارة بالمهارة في حدود حوالي 10٪ يتجلى فقدان المهارات بشكل خاص في الرياضيات، وإن كان ايضا توجد خسارة في مهارة القراءة للطلاب من ذوي الدخل الضعيف، بينما كانت مهارات القراءة للطلاب من خلفيات اجتماعية واقتصادية أفضل في الواقع زيادة طفيفة خلال العطلة الصيفية. الاختلافات في فقدان المهارة خلال العطلة الصيفية هي المسؤولة عن نسبة كبيرة من اختلافات الظروف الاجتماعية والاقتصادية ملحوظة في الأداء التي تنشأ خلال الحياة المدرسية. وهذا ينعكس بطبيعة الحال بين التلاميذ الذين يعانون من صعوبات التعلم والتلاميذ مع الطلاب العاديين.
كما يوضح الجدول أدناه حجم الخسائر الاقتصادية المترتبة على حجم الفاقد التعليمي لكل دولة لـ G20 ومن ضمنها المملكة العربية السعودية.
لذلك فان البحث في اقتصاديات التعليم يظهر خسارة ثلث عام من التعلم من شأنه أن يكون للأفراد دخلاً أقل بنسبة 3 % مدى الحياة، كما يعني ذلك أيضا انخفاض معدلات النمو الاقتصادي للدولة. مما يعني أن الجودة سوف تنخفض على مدى السنوات الاثنتي عشرة الأولى ولن تكون تعود بشكل كامل إلى مستوى الجودة لعام 2019 حتى 52عامًا.
لذلك ينبغي عمل خطة في جميع المدارس للتركيز على المهارات الأساسية في الرياضيات والعلوم والقراءة والتركيز أيضا على تدريب وتأهيل طلاب صعوبات التعلم وعمل خطط فردية لكل حالة والعمل على مراعاة الطلاب الذين لهم ظروف اجتماعية واقتصادية حتى لا تكون هناك فجوة كبيرة في تنمية المهارات المطلوبة مما ينعكس سلبا على الاقتصاد الوطني.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال