الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
الإدمان على استخدام أجهزة الجوال أثّر على حياتنا الاجتماعية والاقتصادية وحتى النفسية. شركات تعاني من استخدام الموظفين لجوالاتهم أثناء العمل! هل هذه ظاهرة تستحق العناية والاهتمام أو يمكن تجاهلها؟ إن أكبر مُشتت للموظف أثناء عمله هو الجوال (بنسبة 55%)! والسعودية تعتبر من أعلى 20 دولة في العالم كنسبة المستخدمين للجوالات مقارنة بالكثافة السكانية، وهذا يستلزم دراسة من وزارة العمل وصندوق الموارد البشرية لتطوير وتنظيم استخدام الجوالات أثناء العمل.
عواقب سلبية كبيرة على الموظف باستخدام الجوال أثناء العمل كالتشتت الذهني، وزيادة احتمالية الخطأ، وقلة التركيز، وضعف التعلم، وضمور التواصل الاجتماعي بين الموظفين. أجريت مرة استفتاء في حسابي في تويتر عن مدى الموافقة لقرار إداري يقضي بفصل موظف بسبب الإكثار من استخدام الجوال، وكانت النتيجة 66% موافق لكن إذا أثر على العمل، و21% غير موافق لأنها حرية شخصية، و13% موافق فقط لأنه سلوك خاطئ. والمشكلة أن حصر الأثر على العمل غير دقيق وصعب القياس لكنك شيء يلاحظ.
هذه الموجة أثّرت كثيراً على الجوانب النفسية وجعلت هناك نوعاً من العزلة الفكرية (وخاصة من يحضر سماعات Noise Cancelling ) والتي تزيد العزلة إلى درجة عزل الأصوات الجانبية! لغة الجسد والتواصل البصري شبه اختفى عند بعضهم. مشكلة أن البعض يعتقد هي مسألة سماع وحرية شخصية فقط لكنها في الحقيقة فخ لضياع الوقت وتشتيت الذهن من تنبيهات، ورسائل ، وسنابات سريعة، وتغريدة على الطاير، وهكذا…
في بعض الدراسات تشير إلى أن معدل ضياع الوقت والتشتيت الذي يسببه الجوال للموظف ما يقارب 90 دقيقة يومياً!، وهذا رقم أرى أنه أقلّ من الواقع في مجتمعنا. سأحاول سرد مقترحات تطويرية لتحسين تعاملنا مع الجوال أثناء عملنا لكي نؤدي عملنا بأمانة وإخلاص.
أول المقترحات، المسؤولية والمتابعة الفردية لسلوكنا الشخصي، كم مرة تفتح الجهاز، كم تمضي فيه، وهكذا بشكل أسبوعي والاستفادة من تقنية مثل Screen Time والتي توضح وتقارن استخدامك للجهاز بشكل أسبوعي، وكيف تمضي وقتك، وكم مرة ترفع جهازك بيدك number of pickups per day . ثانياً: وضع الجهاز بعيداً عن مكان تواجدك سواءً في درج، أو جهة أخرى بعيدة عن الكمبيوتر وغيرها.
ثالثاً: على الشركات رسم سياسات وإجراءات في كيفية التعامل مع الجوال، وكثير من الشركات العالمية أقرّت نوعاً من هذه السياسات لأجل رفع كفاءة المنشأة والموظف، مثلاً: مكان خاص (غرفة صغيرة كغرف التدخين) لاستخدام الجوال، فإذا أردت أن تستخدم الجهاز يلزمك الذهاب لهذه الغرفة. وبعض الممارسات المطبقة إلزام الموظف بوضع الجهاز في الدرج أثناء العمل، وبعضهم يلزم بقلب وجه الجهاز إذا كان الهدف هو الاستماع أثناء العمل، هذه الممارسات ليست صواباً أو خطأً إنما وسائل تساعد الموظف ليتحكم في سلوكياته أثناء العمل. ومن المخاطر في استخدام الجوال للشركات الخلط بين معلومات شخصية ومعلومات سرية للشركة وهذه مشكلة قد تُعرّض الشخص لمسائلات قانونية.
رابعاً: الحزم مهم لدى الإدارة وخاصة حينما تقلّ الإنتاجية، ووضع معاييرKPI لكل موظف تجعله أمام ضغط بين سلوكياته الخاطئة واستمراريته في العمل لأن المدمن (على الجوال) لا يشعر بإدمانه! الكل يرغب بأمور تُرفهه وتُمضي الوقت عليه، لكن تبقى المسؤولية تحت كل شخص منّا باستخدام كل مهاراته ووقته وطاقته لصالح الشركة. ومن المؤسف أحياناً أن ترى مدراء تنفيذين على جوالاتهم في كثير من الأوقات! أو يجعل الأُفضّلية التواصل عن طريق الواتس بدل الإيميلات الرسمية!
في النهاية رسالتي لكل موظف 1) إذا كان لديك متسع من الوقت فتعرف على موظفين آخرين، ونوّع مدارك معرفتك، 3) لا تنظر للأسوأ من المدمنين لأنهم سيشعرونك بالأفضلية 3) عامل هذه الشركة كأنك المالك لها، وأخبرنا كيف ستعمل؟
ودمتم بود وسعادة،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال