الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في افتتاح القمة العالمية للذكاء الاصطناعي والتي تختتم اليوم في الرياض، تحت عنوان الذكاء الاصطناعي لخير البشرية، يشارك فيها رواد وخبراء من جميع انحاء العالم، دعا ولي العهد الامير محمد بن سلمان حفظه الله كافة الحالمين والمبدعين والمستثمرين وقادة الرأي حول العالم للانضمام الى السعودية لبناء اقتصادات المعرفة، في مبادرة سيستحضرها التاريخ والمستقبل خاصة وأن عام 2020 كان عاماً استثنائياً لاختبار امكانيات الذكاء الاصطناعي وعالم البيانات، وسيجعلنا نشهد فيه حالة عالمية جديدة تعيد تعريف أساليب حياتنا وأعمالنا وتعليمنا.
يدعو ولي العهد حفظه الله العالم أجمع بالتفكير والعمل بأقصى الإمكانات في سبيل الارتقاء بالمجتمعات واقتصاداتها، والاستثمار في رأس المال البشري كما نحن الان في زمن الابتكارات العلمية والتقنيات الغير مسبوقة والتي تقودنا الى آفاق نمو غير محدودة في مجال الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والتي في حال استخدامها على النحو الأمثل ستجنب العالم الكثير من المضار وستجلب معها فوائد ضخمه والتي قد ينتج عنها تحديات جديدة مثل تغيير نمط الاعمال والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل سوق العمل.
فاليوم وبكل فخر المملكة برؤيتها وبرعاية عرابها ولي العهد حفظه الله تدعو الحالمين والمبدعين والمستثمرين وقادة الرأي حول العالم للمشاركة في القمة العالمية للذكاء الاصطناعي والتي ستصبح واجهة حضارية وتعزز دور المملكة الريادي في مسيرة الذكاء الاصطناعي وقيادة الجهود العالمية في هذا التحول.
وتؤكد ما تعهدت به المملكة خلال الاجتماع الختامي لقمة العشرين في اليابان منتصف العام الماضي حينما اكد سمو ولي العهد في كلمته ان المملكة ترى ضرورة معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي العالمي والعمل عليها السنه المقبلة(2020)، بالإضافة الى تعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الانسان، والعمل بجهد للوصول للشمولية والعدالة لتحقيق اكبر قدر من الرخاء وتمكين المرأة والشباب كمحاور أساسية لتحقيق النمو المستدام.
بلا شك ان هذه القمة ستكون فرصة كبيرة لتبادل الخبرات وعقد الشركات مع المطورين في عالم البيانات والذكاء الاصطناعي لتقديم خدماتهم للقطاع العام والخاص، ولكن كيف يمكن استخدامه على أفضل وجه، لبناء مستقبل أفضل للبشرية، وانعكاسه ايجابياً على صُناع القرار للوصول الى تنمية مستدامة تفيد الاقتصادات؟
غالباً ما يكون هناك سوء فهم بأن الذكاء الاصطناعي يستخدم فقط في الشركات التي تقدم خدماتها للمستهلك الفردي بسبب قاعدتها العريضة للعملاء واعتمادها على كمية البيانات لرفع فعالية الذكاء الاصطناعي، ولو لم يكن هذا يخالف الصواب ولكن أيضا قطاع الشركات التي تقدم خدماتها للشركات (بزنس – بزنس) ذات علاقة قوية بالذكاء الاصطناعي، بل بالغ الأهمية خاصة اذا ما تعرفنا على الأساليب التي يمكن ان يساعد بها الشركات إما لتصنيع أفضل المنتجات، وتقديم أفضل الخدمات أو تطوير أساليب العمل.
هنا بعض الأساليب التي تستخدم فيها الشركات الذكاء الاصطناعي لتقدم خدماتها لقطاع الأعمال اليوم.
منتج أفضل، أحد الأساليب الذي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي الشركات التي تستهدف قطاع الأعمال هي المساعدة في الخروج بمنتج أفضل، في قطاع الرعاية الصحية مثلاً الذكاء الاصطناعي خلف العديد من أدوات الابتكار كـ( سي تي سكانر) الذي أبدعته شركة (سيمنس هلثينر) والمدعوم بخوارزميات الذكاء الاصطناعي، والتي تساعد أخصائي الاشعة وترشده خطوة بخطوة مع كل مريض بالتحديد ليحصل على أفضل صورة ممكنة، بذلك يكون أتخاذ القرارات الصحية أكثر تقديرا ودقة، أيضا سيدعم الصيانة الوقائية والذي سيرفع أداء الجهاز الطبي وطيحة النظام المكلف تشغيلياً.
خدمة أفضل، هناك العديد من الشركات التي جعلت الذكاء الاصطناعي خيارها الأول لتقديم أفضل الخدمات لعملائها في قطاع الاعمال، شركة “أوتوديسك” والتي تقدم برامج التصاميم الذكية والتي غيرت أسلوب تصميم الأشياء، فمن خلال التعلم الآلي “أوتوديسك” تقدم لعملائها في القطاع الصناعي، المعماري، الهندسي، والبناء والتشييد، تقنية التصميم الآلي المتولد. الذكاء الاصطناعي أيضا خلف شركة (سالس فورس انيستاين” والمتخصصة في نظام إدارة علاقات العملاء والمعتمدة على تميز التعلم الآلي بإمكانية معالجة اللغة الطبيعية والتحليل التنبئي، والذي يساعد فيه دعم خدمات المبيعات والخدمات التسويقية لقطاع الأعمال، كما نجحت أيضا شركة “أوراكل” وتميزت في برامج معالجة الصفقات وتخزين البيانات بقواعد بياناتها الذاتية والتي ساهمة في تقليل التكاليف في القطاع الخاص
سير عمل أفضل، واحد من أهم الأساليب التي يدعم فيها الذكاء الاصطناعي قطاع الأعمال هو تنظيم سير العمل، فالشركات التي ترغب ان تبقى في محيط المنافسة في أي قطاع، فالذكاء الاصطناعي غير اللعبة في طرق تسيير الأعمال ودعم خدماتها مثل التسويق، والتوظيف والموارد البشرية، المالية، والتصنيع، أيضا أتمته أساليب متنوعه لأدوات العمل والتي تساعد في تقليل التكاليف.
التصنيع، الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي احدث ثورة، من عدة نواحي تشمل سلاسل الأمداد إدارة المخزون، الى الصيانة التنبئية والتي طُورت أو أُحدثت من خلال ابتكارات الثورة الصناعية الرابعة، لذلك تتوقع دراسات شركة “ماكنزي” بإمكانية نزول 50% في أخطاء التنبؤات، والذي سيُخفض نفس النسبة من التكلفة المادية والزمنية في كل مرحلة من مراحل عمليات التصنيع.
التسويق، يستخدم الذكاء الاصطناعي في المبيعات وعمليات التسويق ويمكن تحليل البيانات من المواقع الالكترونية وحسابات مواقع التواصل الاجتماعي لتحسين وزيادة أعداد العملاء كمياً ونوعياً، ايضاً تفيد الحملات التسويقية وإيصالها في الوقت المناسب للشخص المناسب، بالإضافة الى روبوتات الدردشة والتي تخدم العملاء على مدار الساعة طوال الأسبوع لتساعد في العمل الشاق الذي ينتظر موظفي خدمة العملاء يومياً.
الموارد البشرية، هل هناك مكان للذكاء الاصطناعي في مجال الموارد البشرية؟ بلا شك نعم، اذا كانت الموارد البشرية تركز على الكادر البشري، أيضا الذكاء الاصطناعي يساعد على تحليل وتحسين جهود الموارد البشرية كما يعمل في المجالات الأخرى، فبمجرد تقديمك على وظيفة من خلال التطبيقات الرقمية هذا يعني انك من مستخدمي الذكاء الاصطناعي، فقد يعرض عليك وظائف مناسبة بناء على بعض المحاور في سيرتك الذاتية من خلال الخوارزميات، الموضوع ليس مقتصراً على التوظيف، بل قد يساعد قسم الموارد البشرية في فهم وتحليل تفاعل الموظفين مما يساعد في اتخاذ القرارات، فالردود الدقيقة والتفاعل الجيد مع الموظفين يرفع من مستوى انتاجيتهم.
المالية، يعد القطاع المالي بطبيعته مناسباً مع الذكاء الاصطناعي وتطبيقات التعلم الآلي لأنها بطبيعة الحال تعتمد بشكل كبير على سير العمل الرقمي وقواعد البيانات، لذلك من اكبر مراكز التكلفة والتي سيساعد فيها الإدارات المالية هو منع الاحتيالات واكتشافها، فالذكاء الاصطناعي قادر على معالجة مسار البيانات التاريخية وتعلم منها أساليب الاحتيال بسرعة فائقة وتطبيقها على الواقع لإكتشافها، أيضا قادر على أتمته مهام متعلقة بالمالية والمحاسبة لمساعدة المهنيين بالتفرغ لأعمال أخرى ذات أهمية.اخيراً، من المتوقع ان يرتفع الانفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي الى الضعف خلال الأربع سنوات المقبلة، واطلاق الاستراتيجية الوطنية للبيانات والذكاء الاصطناعي في هذا الوقت المناسب وبطموح ان تصبح المملكة نموذجا عالمياً للذكاء الاصطناعي، بلا شك سيشجع رواد الاعمال الشباب ويحسن البيئة المؤسسية في هذا القطاع الذي سيخلق تنوعاً اقتصادياً يعزز متانة اقتصادنا وتسريع نمو ريادة الاعمال ومساهمتها بشكل أقوى في الناتج المحلي لتحقيق واحدة من أهم أهداف رؤيتنا الطموحة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال