الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
“أركض نحو النار و لا تختبئ منها” كهذا بدأت الحوار ميج ويتمان الرئيس التنفيذي HP حول تجربتها كقائد في إشارة منها إلى ضرورة التحلي بالثقة، الإيجابية و الحزم في الأفعال الإدارية.
غالبًا ما يتم الحديث عن الثقة باعتبارها حجر الأساس لنجاح المنظمة، و يفكر المعظم في هذه المشكلة من منظور العملاء: عليهم أن يؤمنوا بك و بخدماتك. لكن ماذا عن الثقة في الداخل إنها لا تقل أهمية بل تضاهي في أهميتها الأولى: يجب أن يؤمن موظفوك بك و ببعضهم البعض حتى تسير السفينة نحو وجهتها المقصودة.
الثقة و الإيجابية يسيران جنباً إلى جنب في المنظمات المهنية، في دراسة أجراها جيمس (James 2010) حول الثقة التنظيمية و المتغيرات؛ كشف عن الأثر الموجب للثقة الإدارية على مستويات عالية من الأداء التنظيمي و التنافسي، و الفعالية التنظيمية و الديمومة و الاستقرار.
مستوى شفافية الإدارة ومستوى قدراتها النفسية الإيجابية تؤثر في درجة ثقة المرؤوسين وإدراكهم لفعاليتها، أن الموظفين أكثر ثقة بإداراتهم التي بدورها تثق بقراراتهم وتقدم لهم المعلومات اللازمة لصنع القرارات، فالتحدي الأكبر ألا يكون التركيز على التنظيمات المنافسة، وإنما على العاملين في المقام الأول ، فقد يشكل العاملون التهديد الأكبر لنجاح.
يقول ديفيد ديستينو ، أستاذ علم النفس في جامعة نورث إيسترن ومؤلف كتاب الحقيقة حول الثقة، الثقة هي “شيء متطور يتأرجح ويتدفق”. كما أن الرقابة على الأداء تدفق من الأعلى إلى الأسفل فإن الثقة بدورها لابد أن تجاريها في ذلك، من الضروري تعزيز تفاعل الموظفين وتحفيزهم.
تبدأ الثقة الإدارية بثقة المدير بنفسه، إذ يُمكن اعتبارها مفتاح النجاح الوظيفي، فصاحب العمل الواثق بنفسه يتميّز بالحزم، والإيجابية، والتركيز على المهمات، والقدرة على اتخاذ قرارات إيجابية، و استثمار الوقت بصورة مثلى لتحقيق مستوى عالٍ من العمل بفاعلية.
مقدم الخدمة الواثق بنفسه لا يُشكّكون العملاء بما يقدم، ويدفعون ما يُقرّره من سعر لثقتهم بالمنفعة المتبادلة، و كما أنّهم يُقبلون على عقد الصفقات معه بأعلى الأسعار ثقة منهم به بأن قادر على الذهاب بهم نحو بعد أخر من الأرباح.
الإدارة التي تركض نحو النار هي التي تشارك بقدر ما تستطيع حول الصحة الحالية والأهداف المستقبلية للمنظمة إيمانًا منها بمبدأ النزاهة و الشفافية كونها حق للداخل، خلاف ذلك ستجد نفسها تكافح باستمرار طاحونة الشائعات. يقول دوجيرتي: “إذا كان هناك فراغ في المعلومات، فسيقوم الموظفون بملئه وسيملأوه دائمًا بالمعلومات السلبية”.
الثقة و الإيجابية تمتاز بأنها صفات قابلة للنشر رغم أن الأبحاث لم تتناول بشكل واسع حتى الآن تأثير ميزات شخصية الإدارة على أداء المنظمة و لكن عبر التاريخ كان الرئيس قدوة لموظفيه ” فالناس على دين ملوكهم” فكما تكون يكون موظفك، فالثقة و العزيمة و الإصرار تتسم و تمتاز بها منظمات عن أخرى.
و هنا تقول نيفين، التي ألفت كتابا حمل عنوان “هل يجب عليّ أن أعصّب رأسي ببطارية؟ إن “المدير الجيد لا يرفع الراية البيضاء بعد المحاولة الأولى”.
في الأخيرة مثلما تشق السفن العواصف عبر المحيطات بقوة طاقمها و توجيهات قبطانها فإن الذين اختبأوا من النار احترقوا و قد يكون الناجي الوحيد هو الذي ركض نحوها ليتجاوزها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال