الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يدخل العالم في فترة ترقب لنتائج الانتخابات الامريكية خلال شهر نوفمبر المقبل. وتعد الأنتخابات الامريكية من اكثر المؤثرين على اسوق المال حول العالم وهي من الفترات التي ترتفع فيها مستويات التذبذب في الاسواق وخاصة مع اقتراب موعد الانتخبات في نوفمبر. ويعد التاثير على الاسواق المالية ناتجا من توجهات كل حزب في سباق الرئاسة وتركيزه على بعض الاصلاحات او حتى طرق الانفاق وهو ما يلقي بضلاله بشكل كبير على السياسة المالية وخاص فيما يتعلق بالضرائب وحزم الانفاق او التحفيز.
وفي الحقيقة ان استمرار الرئيس لفترة ثانية هو المفضل لدى الاسواق بغض النظر عن كونه رئيسا ديموقراطيا او جمهوريا وذلك لان الاسواق تستطيع التنبؤ بالسياسات التي سيتبعها ولدى المحللين اكثر من تصور حول ما يمكن ان يخطط له ذلك الرئيس في السنوات القادمة كون اغلب الرؤساء يقومون بالأستمرار في نفس السياسات في حال حصولهم على فترة ثانية وبالتالي فان حالة عدم اليقين التي تحيط قراراتهم تنخفض بشكل كبير .
وقبل الحديث عن سياسات كل مرشح من الجيد ذكر ان زيادة الأنفاق وحزم التحفيز ستكون اهم مايشترك فيه المرشحين مما سيزيد الضغط على الدولار خاصة اذا ما أضافنا الى ذلك السياسات النقدية التي ينتهجها الفدرالي .
وعودة الى مرشحي الرئاسة فأن استمرار الرئيس دونالد ترمب في البيت الابيض يعني المزيد من عمليات الانفاقواستمرار خفض الضرائب والمزيد من التحسن لشركات الاسلحة والطاقة والشركات المالية, اما عن الجانب الذي قد يكون مزعجا للاسواق في اعادة لنتخاب ترامب هو استمرار الحرب التجارية مع الصين ودول اخرى واستمرار استخدام الرسوم الجمركية كوسيله لمعاقبة الصين و تلك الدول مايعني ازدياد التوتر في التجارية الدولية .
اما بالنسبة لبايدن فان لديه تعديلات مقترحة على نظام الضرائب وان كانت تلك الاقتراحات اقل تطرفا من الاقتراحات التي كان يقترحها المرشحين الاخرين للحزب الديموقراطي مثل اليزابيث وارنت التي كانت تقترح فرض ضرائب على الثروات ((Wealth tax لكن في نفس الوقت هذا لايعني ان بايدن يعارض رفع الضرائب على الأغنياء بل هناك بعض الاقتراحات فيما يختص رفع الضرائب على التركات او حتى انهاء المعاملة التفضيلية على الارباح الرأسمالية لاي ارباح في حال كانت اعلى من مليون دولار(ضريبة الارباح الرأسمالية تكون على الارباح المتولدة من عملية البيع للاصول وتختلف نسبتها حسب مدة احتفاظك بالاصل) وايضا اقتراحه لنوع من الضرائب على التحويلات المالية (تفرض في كل مرة يتم بيع اصول مالية سهم سندات الخ).
ومن الاقتراحات ايضا رفع ضرائب الدخل الحدية من 37% الى 52% على ذوي الدخل المرتفع, والتخلي عن بعض اعفائات الضرائب ناهيك عن فرض ضريبة على الدخل الاستثماري وايضا رفع ضريبة الشركات من 21% الى 28%.
والهدف من كل التعديلات الضريبية هو دعم خطة بايدن في الانفاق والتي تقارب مبلغ 10 ترليون دولار على مدى عشر سنوات وتلك الخطة تشمل انفاق 2 ترليون دولار على قطاع الطاقة النظيفة وهو ما سيؤثر على قطاع الطاقةالتقليدي في الولايات المتحدة ويكون فرصة في صناعة الطاقة النظيفة خاصة مع تعهدات بايدن السابقة بوقف التنقيب عن النفط والغاز على الاراضي الفدرالية وهو ماقد يهدد تلك الصناعة. ورغم ذلك فلا اعتقد ان بايدن يستطيع رفع الضرائب خاصة مع ماحدث من اضرار للاقتصاد الامريكي في ظل جائحة كورونا ولأعتبارات اخرى تخص تمرير ذلك النوع من التشريعات .
ويجب ان لانغفل ان فوز احد المرشحين لن يعني تمريره لجميع السياسات بشكل مباشر ولكن هذة السياسات وخاصة المالية والتشريعية يجب ان تحظى بموافقة الكونجرس بشقية وخاصة مجلس النواب فيما يتعلق بالقوانين الخاصة بالضرائب فيما فتمرير احد التشريعات يعتمد على سيطرة الحزبين على شقي الكونجرس وهو ما يمكن ملاحظته الان مع حزمة التحفيز الاخيرة والمفاوضوات الطويلة بين وزير الخزانة ستيفن منوشين ورئيسة مجلس النواب نانسي بيلوسي المنتمية للحزب الديموقراطي لخطة التحفيز الاخيرة دون الوصول الى حل مابين الطرفين على مستوى التحفيز.
وفي النهاية فان التنويع الاستراتجي لاي محفظة لن يتاثر بشكل كبير بفوز احد المرشحين لكن يمكن ان يؤثر على مستوى التوزيع التكتيكي (تغيير الاوزان داخل القطاعات او على مستوى الصناعة) وكمثال فأن القطاع الصحي من القطاعات التي تعتبر مهمة في محفطة متنوعة بشكل جيد لكن يمكن ان يكون هناك تغيير في التوزيع التكتيكي بزيادة او تخفيض بعض المراكز داخل القطاع الصحي او على مستوى الصناعة مثلا فالقطاع الصحي من احد مكوناته صناعة الادوية وهو احد القطاعات الذي من الممكن ان يتاثر بوصول بايدن وسيطرت الديمقراطيين على مجلس الشيوخ وذلك بتمرير قانون يسمح للحكومة الفدرالية بالتفاوض على اسعار الادوية ضمن البرنامج الوطني للتامين الصحي او (Medicare) وهو ما سيؤثر على ارباح شركات الادوية ويخفض من انفاق الحكومة على الادوية تقديريا بمبلغ 448 مليار دولار على مدى 10 سنوات ويمكن تحديد بعض الشركات التي ستاتثر بذلك التغير وخاصة التي تشكل فيها المبيعات لبرنامج ((Medicare جزء مرتفع من المبيعات وبتالي تغيير نسبة تلك الشركات في المحفظة وايضا يمكن اعادة التمركز في قطاع الطاقة وتحيديا في صناعة الطاقة النظيفة ((Clean Energy والابتعاد عنصناعة النفط والغاز والامر ينجر على بقية القطاعات بالطبع .
ومن المهم معرفة ان الاسواق دائما ما تحبذ ضرائب اقل ونظام ضرائب ذو تعقيدات اقل وهو ماستحدده نتيجة الانتخابات كمرحلة اولى ومن ثم سيتحدد كمرحلة ثانية في سيطرة احد الحزبين على مجلس النواب ومجلس الشيوخ وكون الرئيس ينتمي الى نفس الحزب ذو الأغلبية او للحزب الاخر, وهو من اهم النقاط التي ستؤثر على اي سناريو لادارة المحافظ او الاستثمارات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال