الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعرف المملكة العربية السعودية اليوم كأحد أهم رواد صناعة النفط في العالم. حيث حققت المملكة على مستوى الصناعة النفطية بالتحديد، الكثير من الإنجازات العالمية المهمة. هذه الإنجازات لا تقتصر فقط على كون المملكة احد اكبر المصدرين للنفط في العالم، بل كذلك في كونها احد اهم المطورين لصناعة النفط. حيث كانت وما زالت المملكة العربية السعودية تلعب دور نشط جدا في تقديم وتصدير الابتكارات والحلول المرتبطة بتقنية وطرق استخراج النفط بأوفر واسهل الطرق.
على مستوى الصناعات الغذائية، اليوم يوجد في المملكة العربية السعودية اكبر مزرعة البان متكاملة في العالم. كذلك ايضا، ورغم شح الماء، استطاعت المملكة من تحقيق مستويات متقدمة من الاكتفاء الذاتي على مستوى الكثير من المنتجات الغذائية، الزراعية منها والحيوانية.
على مستوى تقديم الخدمات العامة، خطت المملكة العربية السعودية خلال العشر سنوات الماضية خطوات عظيمة على مستوى جودة ومعايير الخدمات العامة المقدمة للمواطنين والمقيمين، وكذلك للأفراد والمؤسسات على حد سواء. تحقق ذلك من خلال مظلة منصة “ابشر” الحكومية الإلكترونية.
في الحقيقة، ومن خلال تجاربي الشخصية في عدة دول حول العالم، بما في ذلك الدول الغربية، اكاد ان اجزم بأنه لا يوجد هناك خدمة تضاهي الخدمة المقدمة من خلال منصة ابشر، هذا على الأقل من حيث التكاملية، المرونة، والسرعة في تقديم الخدمات.
كذلك أيضا، خطت الخدمات المصرفية في المملكة العربية السعودية خطوات جبارة خلال العقد الماضي، وأصبحت المملكة اليوم رائدة في تقديم الخدمات المالية المصرفية الذكية.
الريادة في صناعة النفط، النجاح المميز في الصناعات الغذائية والزراعية، تقديم أفضل الخدمات العامة، وارقى الخدمات المصرفية، كانت مجرد أمثله على بعض النجاحات السعودية ووصولها إلى مستويات عالمية.
بداية من تطبيق أعلى المعايير الصناعية، الزراعية، والخدمية، مرورا بلعب دور الريادة بها، اعتقد بأن الوقت قد حان لنرى المملكة العربية السعودية وهي تكمل مسيرتها القصيرة و الناجحة في تقديم النماذج و الحلول المبتكرة على اكثر من صعيد، وبعيدا عن الطرق التقليدية او القوالب المعبأة لمعالجة تلك التحديات.
على سبيل المثال لا الحصر، العمل على، والمساهمة في تقديم الية جديدة للتعامل مع اكثر الملفات الاقتصادية سخونة حول العالم، وهو الملف الضريبي بصفة عامة، وملف ضريبة القيمة المضافة بصفة خاصة، و المساهمة في إيجاد الادوات المناسبة لجعل تلك الضريبة اكثر مرونة و دقة، بل وأكثر إسهاما وفعالية.
اسمح لي عزيزي القارئ الكريم، وأستاذي الاقتصادي الخبير، بأن أشارككم هذا المقترح الذي قد يقدم فائدة اقتصادية محلية، وتجربة داخلية ناجحة، قابلة للمشاركة والتصدير إلى الدول التي تمتلك اقتصاديات مشابهة.
انا هنا أتحدث تحديدا عن “ضريبة القيمة المضافة المرنة” والمرتبطة بنوع الخدمة المقدمة، درجة اتقانها، وقبل كل شيء درجة أهميتها للمستهلك من حيث كون هذه الخدمة أساسية، ثانوية، أو تكميلية. حيث تقسم جميع السلع والخدمات إلى 6 فئات:
أساسية جدا: قيمة الضريبة (5%) وتشمل السلع والخدمات التالية: الماء والكهرباء – الأدوية – المواد الغذائية – الاجهزة الطبية – التعليم الأهلي – غيره من السلع والخدمات المشابهة من نفس الفئة، دون وجود استثناءات ضريبية.
أساسية: قيمة الضريبة (10%) وتشمل السلع و الخدمات التالية: كافة انواع المحروقات – الأجهزة الكهربائية – الاجهزة الذكية والحاسوب – مطاعم الطرق السريعة – الشقق السكنية التي تصل مساحتها الى 300م٢ تمليك او ايجار – غيره من السلع والخدمات المشابهة من نفس الفئة، دون وجود استثناءات ضريبية للفئة المذكورة.
شبه أساسية: قيمة الضريبة (15%) وتشمل السلع والخدمات التالية: المشغولات النحاسية – رسوم الأندية الرياضية – السيارات الاقتصادية – الملابس (درجة C ) – الفنادق والمقاهي والمطاعم ذات فئة 3 نجوم او اقل – الفلل او الشقق السكنية التي تصل مساحتها الى 600 م2 تمليك او ايجار – غيره من السلع والخدمات المشابهة من نفس الفئة، دون وجود استثناءات ضريبية للفئة المذكورة.
شبه كمالية: قيمة الضريبة (20%) وتشمل السلع والخدمات التالية: المشغولات الفضية – الساعات – السيارات العائلية – الملابس الفاخرة (درجة(B – الفنادق والمقاهي والمطاعم ذات فئة 4 نجوم – الفلل الصغيرة التي تصل مساحتها الى 1000م2 تمليك او ايجار – غيرة من السلع والخدمات المشابهة من نفس الفئة، دون وجود استثناءات ضريبية للفئة المذكورة.
كمالية: قيمة الضريبة (25%) وتشمل السلع والخدمات التالية: الذهب – الساعات الفاخرة التي تزيد قيمتها عن 5000 ريال سعودي – الملابس الفاخرة (درجة A) – السيارات الفاخرة – الفنادق والمقاهي والمطاعم ذات فئة 5 نجوم – العقارات والفلل الكبيرة التي تزيد مساحتها عن 1000م2 تمليك او ايجار – غيره من السلع والخدمات المشابهة من نفس الفئة، دون وجود استثناءات ضريبية للفئة المذكورة.
كمالية جدا: قيمة الضريبة (30%) وتشمل السلع والخدمات التالية: الألماس والأحجار الكريمة – السيارات الفاخرة جدا التي تزيد قيمتها عن مليون ريال سعودي – القصور والشاليهات الراقية التي تزيد مساحتها عن 10000م2 تمليك او ايجار – الفنادق والمقاهي والمطاعم ذات فئة 6 نجوم وأعلى – غيره من السلع والخدمات المشابهة من نفس الفئة، دون وجود استثناءات للفئة الضريبة المذكورة.
بغض النظر عن بعض الأرقام والتفاصيل، الفكرة او الهدف من تلك التقسيمات الضريبية هو التالي أولا: دعم الطبقة الاجتماعية ذات الدخل المحدود وتمكينها من القدرة على الوفاء بكامل احتياجاتها الاساسية. ثانيا: نشر ثقافة الاختيار. ثالثا: التحفيز على الادخار. رابعا: المحافظة على القوة الشرائية القصوى لكافة الشرائح. خامسا: دعم الميزانية العامة للدولة بأعلى قدر ممكن دون الابطاء من حركة الدورة الاقتصادية. حيث تقوم فلسفة ضريبة القيمة المضافة المرنة على دعم القوة الشرائية لجميع شرائح المجتمع، ليس بالتساوي، لكن بشكل أكثر عدالة.
مع العلم بأنه كلما زاد سعر السلعة وقلة أهميتها، تدنت حساسية المستهلك اتجاه سعرها والعكس كذلك صحيح.
كذلك ايضا، اثبتت الكثير من الدراسات المعلنة و المتعلقة بسلوك المستهلك، بأن الزيادة السعرية للمنتج أيا كان مصدرها قد تعزز من قيمته بعيون المستهلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال