الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تابعت قبل بضعة ايّام المناظرة الثانية والأخيرة لسباق الرئاسة الاميركية بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ونائب الرئيس السابق جو بايدن والتي حظيت بشعبيه كبيرة ومتابعة اكبر على مستوى العالم ليس لاهميتها كحدث سياسي، بل للأسلوب الساخر الذي ينتهجه الطرفين في حديثهما من خلال تراشق الاتهامات والسباب وهو مالم نعتاد عليه من قادة سياسيين، هذه المناظرة خُصصت لمناقشة أمور عدة أهمها وباء كورونا وآثاره وطريقة التعامل معه، التعامل مع الأقليات، رفع الأجور والبطالة، العلاقات الدولية، الرعاية الصحية والتغير المناخي.
لست ضليعاً بالشأن السياسي، لكن هذه المناظرة من وجهة نظري حسمها الرئيس ترامب من خلال لغة جسده وإيماءاته والتي أحرج بها منافسه الذي اضطر لاستعطاف المشاهدين في اكثر من مشهد، اما محتوى المناظرة فقد يكون معروف بشكل مسبق للخبراء والمحللين السياسيين خاصة ولا استبعد أي مفاجاة بنتائج هذه الانتخابات والتاريخ القريب يشهد بذلك. ما يهمني في كل ذلك الحديث، الجزء الذي دار بين الطرفين في الدقيقة 57، حين طالب نائب الرئيس السابق بايدن برفع مستويات الأجور وتثبيتها على ان يكون حدها الأدنى 15 دولارا للساعة الواحدة، بينما هي حاليا تتراوح مابين 6-8 دولارات في الساعة.
وهنا سأنقل لكم رد الرئيس ترامب على هذه المطالبة حرفيا عندما قال ( ألاباما تختلف عن نيويورك، ونيويورك تختلف عن فيرمونت، كل ولاية مختلفة) ثم أخذ بتفصيل ذلك انه يجب النظر لكل ولاية بشكل مستقل، وقد تكون الحدود الدنيا لهذه الأجور معقولة في بعض الولايات وكارثية على قطاع الاعمال في ولايات اخرى كون رفع الأجور يضغط سلبا على عمليات التوظيف ويخفض عدد فرص العمل خاصة في اوضاع اقتصادية حرجة او اقتصاد منكمش، حيث يعرف ذلك التوجه بتوطين المناطق وهو النهج الذي بدأت بتطبيقه وزارة الموارد البشرية مؤخراً.
لطالما عانينا من ويلات البطالة ومن الطرق البدائية في تعامل الجهات المعنية معها بالسنوات الماضية الا اننا مؤخرا بدأنا نسير في الطريق الصحيح خاصة فيما يتعلق بتوطين المناطق الذي تشرف عليه امارات مناطق المملكة الادارية بالتنسيق مع وزارة الموارد البشرية عبر نخبة من مختصي كل منطقة اضافة لقيادييها لتحليل الوضع العام للمنطقة ورسم الآليات والمبادرات التي تناسب طبيعة كل منطقة عن غيرها، وقد تجدي هذه الاليه بشكل فعال خاصة اذا أكرمنا المولى عزوجل بتجاوز أزمة وباء كرورنا وتبعاته والتي قد تمتد لعام او اكثر.
التخصص والتركيز مطلوبان في كل امر، وتوطين المناطق من ضمن الامور التخصصية في مكافحة البطالة والتي تحظى باهتمام كبير من لدن اصحاب السمو الملكي أمراء المناطق، حيث تراعي الطبيعة الجغرافية والتنوع الثقافي للمنطقة وتركيبتها السكانية واقتصادياتها، حينها فقط نستطيع خلق مبادارات تناسب كل منطقة ونوطن من خلالها مهن مستدامة تحظى بقبول الباحثين عن العمل في تلك المنطقة، لذلك أستطيع القول ان توطين المناطق هو حجر الزاوية في تحدي البطالة وهو ما سيقوض انتشارها على المدى المتوسط والبعيد.
دمتم بخير،،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال