الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تتعذر بعض المنشآت بقبول بعض المتقدمين للعمل لديها بحجة “الكفاءات”. هل حقا يوجد أشخاص بلا كفاءة؟ أم نظرة بعض المنشآت الى الكفاءات تكون من منظور ضيق جدا ومحصورة على عدد سنوات الخبرة فقط؟ أم أصبحت شماعة يتعذر البعض عن دعم أبناء هذا الوطن الغالي. خصوصا إذا كان المتقدم على الوظيفة من الخريجين الجدد أو في بداية مسيرته المهنية.
تعريف وتصنيف الكفاءات تختلف من منشأة الى أخرى، ومقابلة المتقدمين وطرح الأسئلة لقياس كفاءاتهم يجب أن تكون مصممة لتحليل كفاءة المرشح على مستوى الوظيفة المتقدم عليها. فإذا غابت المعايير المحدد للوظيفة (الوصف الوظيفي) فإن توظيف وتحديد وكذلك ترقية الكفاءات سوف تكون “مزاجية”. ومن ناحية أخرى، أهلية وكفاءة مسؤول التوظيف يجب أن تكون عالية ومهنية وملم بطرق وأساليب طرح الأسئلة والقياس والتقييم المتعلقة بالكفاءات الفنية والسلوكية والقيادية. مع العلم إن الكفاءات الفنية تعتمد على مهارات محددة حسب الإدارة ومسؤولياتها. لكن أكدت بعض الدراسات أن المهارات الناعمة (Soft Skills) والمرتبطة بشكل كبير بالكفاءات السلوكية تعتبر أهم من الكفاءات الفنية بنسبة 85% اعتمادا على نوع وطبيعة الوظيفة.
اعتقد أن كل منشأة بلا استثناء لديها مسؤولية وطنية واجتماعية ليس فقط في التوظيف، بل في دعم وتطوير وبناء الكفاءات السعودية بلا استثناء. مؤمن جدا بأن الجميع لديهم كفاءة ولكن تختلف من شخص الى آخر، فمسؤولية المنشآت والمسؤولين هو الدعم وتحديد مناطق القوة وفرص التطوير ووضع الشخص المناسب في المكان المناسب ليمارس مهاراته بشكل مهني وفعال. وهذا لا يكمل بلا تحديد أوصاف وظيفية متوائمة مع ثقافة المنشأة واستراتيجياتها ووضوح المسؤوليات والمهام على المستوى الإداري والفردي ومسارات تدريبية داعمه لها.
أحد المدراء طلب فصل أحد الموظفين لأدائه الضعيف وأنه غير كفء! اتضح في نهاية المطاف أن الموظف ليس لدية وصف وظيفي ولا مهام وأهداف واضحة ولم يُدعم بدورات تدريبية من قبل، فالتساؤل هنا من الشخص الغير كفء؟ بعض الجهات تلجأ الى تخفيض التكاليف على عاتق الموظفين بحجة “الكفاءات”، وأصبح الموظف والباحث عن العمل رهين هذا المفهوم الذي من الأحرى أن يكون داعم له. وهناك بعض الإجراءات التي للأسف تُستخدم من البعض بعلم أو بغير علم لتصفية حسابات بإنهاء عمل الموظفين أو عرقلة مساراتهم الوظيفية بحجة الأداء الوظيفي والتي سوف نتطرق لها في مقالنا القادم بإذن الله.
الجدير بالذكر أن إحدى برامج رؤية المملكة العربية السعودية هو برنامج رأس المال البشري والذي يدعم ويعزز هذا العنصر المهم لإنجاح المشاريع والمبادرات. وهذا لا يتحقق إلا بدعم وتأهيل المجتمع لخلق كفاءات في مختلف المجالات.
فلنتذكر دائما وأبدا، أن توظيف الكفاءات السعودية يدعم رؤية المملكة العربية السعودية، فتوظيف ودعم شبابنا هو دعم للاقتصاد، دعم للأمن والأمان، وكذلك دعم للصحة بما يضمن الاستقرار النفسي والأسري للمجتمع كمنظومة متكاملة متماسكة لضمان تحقيق رؤية 2030 واستدامة التطور والأزهار بإذن الله. تحياتي لكم،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال