الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما تم تكليف معالي الأستاذ ماجد الحقيل وزيرا للإسكان يدرك أنه تولى مسؤوليات جسيمة تشغل هاجس الدولة والمواطنين، معنية بأهم القضايا التي لا ينفك الحديث عنها سلبا ومرت بتجارب متعثرة، وضعت القيادة الآمال فيه ووضع نفسه أمام إختبار خروج المغلوب. بدأ بتشخيص واقع الإسكان بالمملكة وانتهى بتصريحه الشهير بأن (السكن أزمة فكر). نتفق أو نختلف حول وجاهة هذه الخلاصة، لم يكن من الممكن – في تلك المرحلة المختنقة بالإحباطات – أن يتقبل الرأي العام أي رؤية لا تعلن وتبرهن على حلول مباشرة ملموسة ومحددة بجدول زمني.
الإدارة عملية فكرية، والفكر في اللغة يعني التأمل وما يقوم به المرء من نشاط ذهني، وهو إعمال العقل في المعلوم للوصول للمجهول. أزمة الفكر رؤية فلسفية لها أساساتها المعرفية والمنطقية، توصل لها الحقيل من خلال قراءة واقع الإسكان وما يمكن عمله وما يمكن الوصول له، وظهرت له الأدلة الكافية بأن المنهجية التقليدية في التعامل مع معضلة السكن لا تطرح الحلول ولا تخرجنا من دوائر الإحباط ، بمعنى أن لدينا الفرص الكثيرة والخيارات الواسعة شريطة إنعتاقنا من فكر (دورين وحوش).
لأنه يؤمن بفكرته ونتائج تشخصيه صمد الوزير أمام الحملة الشعبية الكبيرة متسلحا بأدوات التطوير وقوة الإرادة، وعملت وزارته على خيارات متعددة في عدة جوانب. الجوانب التي استفادت من تطوير الفكر هي التوظيف الأمثل للموارد، التصاميم الهندسية والعمرانية ، فهم الإحتياج المعيشي للناس. في توظيف الموارد نوعت الوزارة مصادر التمويل وبرامجه سواء ما كان بدعم حكومي مباشر أو بشراكة مع القطاع المصرفي والمطورين العقاريين، بعد أن (بحبشت) في أوراق الأمانات وحصلت على مساحات ممتدة من الأراضي في كل منطقة.
وعلى جانب التخطيط العمراني تبنت الوزارة النمو العمودي بدلا من الافقي لكسب مساحات أكبر بتكلفة مالية أقل مع بدائل هندسية ذات جودة عالية تحافظ على العمر الافتراضي المعقول للمباني ويمكن تنفيذها في ظروف زمنية ومالية قياسية. في الجانب الاجتماعي أدركت الوزارة أثر الأساليب التقليدية في البناء المرهقة ماديا والتي تفوق الحاجة الفعلية للأسرة مما يقلص فرصها في الحصول على سكن، كما أدركت البون الشاسع بين حقب زمنية من عادات المجتمع عندما كانت البيوت تصمم لأغراض السكن و في نفس الوقت كشقق مفروشة للرواد، بإستشعار تطور الوعي المجتمعي وتبدل العادات صممت الوزارة وحدات متعددة الأحجام بمرافق متوافقة مع أسلوب الحياة الجديدة ، مراعية التنوع في الأعراف الاجتماعية بحسب طبيعة كل منطقة مع الأخذ بالحسبان التغيرات الاجتماعية والمعيشية التي يفترض ان يقابلها تطوير في بناء وتصميم منازلنا ومرفقاتها.
بين (أزمة الفكر) الصاخبة وشواهد حية على واقع مختلف أنصفت أرقام ولي العهد معالي الوزير. تقدمت وزارة الإسكان خطوات كبيرة و نهضت من عثراتها لتتجاوز مستهدفاتها، أختفت قوائم الانتظار وأصبح الحصول على السكن مجرد إجراءات . عودا على بدء: بإعمال الفكر أستطاع معالي الوزير نقلنا من حالة إحباط إلى خيارات متعددة للحصول على السكن ليثبت لنا عمليا أن السكن أزمة فكر فعلا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال