الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما ينصفنا العالم بالإشادة بنجاح قمة العشرين ويتحدث قادة دول العشرين عن نجاح القمة وما حققته المملكة من إنجازات حضارية ذات ابعاد حديثة تواكب المتغيرات المختلفة نقول يحق لكل مواطن ومواطنة على هذه الأرض المباركة ان يفخر بوطنه وقيادته التي استطاعت ان تبهر العالم بالسعودية الحديثة.
هذه السعودية التي أصبحت اليوم ورشة عمل عالمية كبرى في مختلف القطاعات ناهيك عن قيادتها الكاريزمية لقمة مجموعة العشرين، ما لفت انتباهي ان هذا الحراك الغير مسبوق أضاف الشيء الكبير من القيّم المضافة على مستوى السعوديين الذين اشعلوا وهج الحماس والتميز لإخراج القمة بمحتوى مُشرف، أربعة اركان رئيسية تندرج تحتها الكثير من التفاصيل في اعتقادي أسهمت في تحقيق هذا النجاح :
الأول : الدعم والمتابعة من مولاي خادم الحرمين الشريفين وسمو سيدي ولي عهده الأمين حفظهما الله .
الثاني : شباب وشابات الوطن المشاركين في كافة تفاصيل القمة منذ تسنم المملكة لرئاستها ، حضوراً واداءً لا يتوقف .
الثالث : البعد التنسيقي بين الملفات والورش واللقاءات والمحاور وبرتوكولات تنفيذ القمة عن بعد والذي منح القمة زخما جديدا قرب المسافات وانجز المهام في بيئة عمل محفزة واكثر احترافاً .
الرابع : البعد الإعلامي والذي قدم وصنع محتوى نوعي اسهم في تبسيط النمط الثقافي للمعلومة حتى تصل للمتلقي في أي مكان بكل وضوح ، واضف لهم حراك الاعلام الجديد الذي اسهم في تعزيز الثقافة الإعلامية والتصدي للشائعات والاخبار المغرضة بشكل غير مسبوق .
لقد أتت تتويجاً لهذا النجاح كلمة سمو ولي العهد في ختام بيان القمة لتكون نبراساً للمضي قدماً بخطوات من الإصرار والثقة نحو غدٍ افضل ، بيان يحمل في طياته مضامين الشمولية لمخرجات وأدوات لطالما انتظره العالم لتجاوز العديد من التحديات الاستثنائية .
إن الحديث عن مخرجات القمة طويل لكن المهم ان هذه المخرجات ارتكزت على بعديين رئيسيين الأول : التعاون الدولي لمعالجة تداعيات جائحة كورونا الآن والثاني التخطيط العملي الصحيح لما بعد الجائحة حيث أتت كلمات خادم الحرمين الشريفين بمثابة خارطة طريق نحو حاضر ومستقبل الانسان والاقتصاد العالمي في كافة ارجاء الارض فأضاء طريقا من الامل والعمل للعالم للخروج من نفق جائحة كورونا نحو عالم جديد يسوده التعاون والحفاظ على كوكب الارض .
القمة أتت في ظرف استثنائي والعالم اليوم يدرك حجم تداعيات جائحة كورونا التي القت بظلالها على الجميع والمملكة هنا لعبت دورا استثنائيا لتخفيف وطأة الفايروس سواء كان ذلك علو المستوى الداخلي الذي بات نموذجا عالميا تعمل دول العالم على الاستفادة من تجربتها او حتى على صعيد التعاون الدولي الذي قدمت فيه المملكة دعماً وتنسيقا دوليا كبيرا ، ولقد سعت المملكة الى صناعة اطار برنامج عمل تنفيذي لتقليص حجم التداعيات الاقتصادية وفعلت جانب التعاون الدولي في البعد الاقتصادي والصحي ووظفت ممكناتها نحو العمل المنسق ومن هنا اظهرت قدرتها على فتح آفاق اقتصادية جديدة نتج عنها جهود تعاونية لاحتواء الاضرار فتشكلت حزم من تضافر وتوحيد الجهود لدول العشرين لذلك كانت هناك قنوات تنفيذية تضم وزراء المجموعة في مجال الاقتصاد والمال والصحة عملت على عدد من الاجراءات التي تضمن توظيف العناصر الإنتاجية وحل التداعيات واخذت على عاتقها مسؤولية الجهد نحو تطبيق معايير وبرتوكولات الوقاية والاحترازات
جائحة كورونا ارهقت موازنات الدول.
المشكلة كانت في الصدمة المفاجأة والسريعة والوقت الطويل لهذا الركود الاقتصادي العالمي مما فاقم من ازمة الديون وزادت الدول الفقيرة فقرا وباتت حالة عدم اليقين تتسيد المشهد الاقتصادي ، ومن هنا عملت المملكة خلال ترأسها للقمة الافتراضية في مارس الماضي على السعي لتعليق ديون الدول الفقيرة لحماية الوظائف والشركات والاقتصادات. وتمت الموافقة على تعليق مؤقت لخدمة الدين للدول الأشد فقرا لمساعدتهم على مواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا، وذلك في بيان سبق أصدروه بعد اجتماع ذلك افتراضي كما شجعت دول مجموعة العشرين لاتخاذ إجراءات فورية من بينها توفير 21 مليار دولار لدعم القطاع الصحي العالمي وتطبيق مبادرة تخفيف أعباء الديون حتى يونيو 2021.
المملكة تمضي قدما نحو الطاقة المتجددة ولديها الخطط والممكنات الكبيرة لمصادر الطاقة المتجددة، فطاقة الرياح والطاقة الشمسية اللتين ستمثلان ما نسبته 50% من الطاقة المستخدمة لإنتاج الكهرباء في المملكة بحلول عام 2030م. كما ان نيوم ترتكز على مشروع الهيدروجين الأخضر والذي يتم إنتاجه بطريقة صديقة للبيئة باستخدام مصادر الطاقة المتجددة والنظيفة. من خلال عملية فصل جزيئات الهيدروجين عن الأكسجين الموجودة في الماء من خلال عملية التحليل الكهربائي والتي تتطلب طاقة كهربائية عالية تأتي من مصادر نظيفة ومتجددة تقوم بإنتاج الهيدروجين الأخضر صناعيا من خلال استخدام طاقة الرياح والطاقة الشمسية بطرق صناعية وعلمية متطورة .
مجمل القول : رئاسة المملكة لقمة العشرين دروس من الهمم ورسائل إيضاح لتصحيح المفاهيم وإعطاء العالم الصورة الحقيقية للمملكة ودورها العالمي الرائد والمتفوق في شتى المجالات فقد جاء بيان القمة شمولياً ووصفة علاجية لجميع القضايا المعاصرة ومنهجية لاستشراف المستقبل نحو عمل دولي دؤوب لتجاوز ازمة كورونا والتصدي مستقبلاً للأوبئة، نجاح القمة انموذجاً ومنهاجاً يضاف الى انجازات المملكة المتواصلة وستستمر المملكة في خططها الطموحة نحو التغلب على جائحة كورونا ومستهدفاتها في التنوع الاقتصادي الذي اكدته رؤية المملكة 2030.
ومن اهم مبادرات هذا التنوع البعد الاستثماري وهذا يوازي ايضا ما اكده سمو ولي العهد حفظه الله عندما قال نحن نعمل مع الطموحين والحالمين ولذلك قدمت المملكة حزم واسعة من البرامج الاستثمارية سواء على المستوى الداخلي او على مستوى الاستثمار الاجنبي وها نحن نشاهد على ارض الواقع المشاريع والبرامج المتنوعة والمؤشرات الفعلية في كافة المجالات .
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال