الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
انتهت قبل أيام اهم حدث اقتصادي تابعه العالم استضافته السعودية، وحصدت قمة العشرين الإعجاب والتقدير من دول العالم للإدارة الناجحة ومهارة إدارتها، خاصة وان قمة العشرين تختلف عن أي مؤتمر أو قمم أخرى، لأنها عادة تستمر لمدة يومين، ولا يستغرق وقت طويل لتحضيرها، واحيانا كثيرة يغيب عن الحضور بعض الشخصيات المدعوة من رؤساء دول وغيرهم، إلا أن قمة العشرين يبقى منتدى أو مؤتمر مختلف عن كل المؤتمرات لكون البلد المستضيفة، تستلم كامل الملف وعليها أن تلتزم بمعايير ودقة الموضوعات المطروحة وأيضا الجهات المشاركة، والمتابعة لكل ملف امر ليس سهلا ولا حتى المشاركين في الموضوعات المطروحة للنقاش.
الإنجاز الباهر الذي حققته السعودية، والمكتسبات التي تحققت من هذه القمة يجب ألا تذهب كمناسبة انتهت، فالظروف التي صاحبها رئاسة السعودية كانت استثنائية وتحد صعب، استطاع فريق التنظيم والمتابعة والإشراف أن يعبر بهذه القمة الى بر الأمان، وأثبتت السعودية أنها تستطيع أن تتعامل مع كل الظروف والأحوال الطارئة وجائحة كورونا لا يمكن أن توقف إصرار السعودية لمواجهة الجائحة، من تأجيل أو إخراجها بصورة ضعيفة أو هزيلة هذا التحدي قبلته السعودية ونجحت بامتياز.
ليس سهلا أن تجمع دول عظمى ومتقدمة كل 3 أو أربعة أيام في اجتماع عن بعد مالم تكن لديك البنية التحتية والتقنية عالية وقادرة وفريق يمتلك مهارة عالية في إدارة الاجتماعات وأيضا تتناول الموضوعات المهمة من خلال 4 مسارات للاجتماعات الشربا والمسار المالي ومجموعات التواصل الحكومي الى جانب اجتماعات أخرى واكثر من 40 موضوعات اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا الى جانب التعليم والبنية التحتية والأعمال، والرعاية الصحية والشباب وحركة الأفراد من تجارب السفر والسياحة، والتطوير والزراعة والتجارة والاستثمار والطاقة والمناخ الى جانب مكافحة الفساد والضرائب والابتكار، وموضوعات أخرى مهمة.
وساهم في إنجاح هذه القمة خاصة في إدارة وتشغيل الشبكات التقنية وتنظيم المؤتمرات التقنية عن بعد اكثر من 300 سعودي تقني، والحقيقة انهم كانوا مبهرين في أدائهم ونقلهم، لهذا المؤتمر وتسهيل اللقاءات وبثها للمشاهدين، هذه المكتسبات التي تحققت للسعودية من خلال تنظيمها ورئاستها لقمة العشرين، يجب ألا تمر هكذا دون الاستفادة منها، فالفرصة القادمة لتنظيم مثل هذا المؤتمر لا يقل عن 20 عاما قادمة، ولا نعلم هل سنرى اجتماعات إقليمية أخرى على غرار قمة العشرين من حيث التنظيم والإعداد والترتيب، مثل قمة الخليج والقمم العربية واجتماعات الجامعة العربية، وغيرها من المؤتمرات، من المهم أن تتكرر، مثل هذه اللقاءات عن بعد وتعزز بتقنيات عالية خاصة وان المرحلة المقبلة حتى بعد جائحة كورونا ستكون هي الوسيلة الأسهل للقاءات المسئولين والوزراء، وستكون الاجتماعات المباشرة إلا ما ندر.
حتى نحافظ على قيمتنا المضافة للاجتماعات والموضوعات التي طرحت في قمة العشرين، من المهم أن يكون لدينا في السعودية قمة محلية شاملة بنفس المستوى والأداء نناقش ونطرح قضايانا في مختلف المجالات بهدف تطوير برامجنا وأداء المؤسسات الحكومية، يهمنا أن يعرف سير مكافحة الفساد أين وصلت وماهي المعوقات التي تواجهها، في البيئة نحتاج معرفة ماهي أسباب الملوثات وخاصة الشعاب المرجانية، وكذلك في التعليم مستقبلها ومناهجها وتطويرها وأداء المعلمين وما مصير المدارس الحالية، من المهم جدا أن نفتح حوارا حول معوقات الإعلام بمختلف أنواعه وبيئة الإعلام والإعلاميين وجذب الاستثمارات، وتنوع مصادر الطاقة وبيئة الأعمال والمصانع، وموضوعات أخرى من المهم طرحها ومناقشتها ومعالجة الخلل الذي يبطئ أعمالها وتقدمها، خاصة وان جائحة كورونا ترتب عليها الحاق الضرر بجميع مكونات الاقتصاد من نقل وحج وعمرة وسفر وسياحة.
كما أن تحقيق وتنفيذ مبادرات رؤية 2030 لم يتبقى منها سوا عشر سنوات، ما يتطلب مواجهة العديد من التحديات والصعوبات، وتسريع الخطى لملاحقة الوقت أيضا السير بخطى ثابته مع حالات التعافي من الجائحة، نحن على يقين أن المسؤولين في القيادة العليا لديهم خطط للاستفادة من تجربة استضافة قمة العشرين في الرياض، بتنظيم قمة محلية بمستوى عالي وراق نناقشها بشفافية مطلقة ونبحث عن حلول تتماشى مع طبيعة اقتصادنا ومجتمعنا، ونقلل من الاجتماعات الاجتهادية لكل وزارة أو مؤسسة حكومية فتكون منتدى سنوي، تجتمع فيه كل الأفكار والقضايا ونستفيد من أصحاب الراي والفكر والمبدعين والمبتكرين لطرح مرئياتهم وأفكارهم بدلا من أن تكون محتكرة لأشخاص لا يحملون هذه المميزات، وطالما أننا في مجموعة العشرين وسنبقى فيها.
هذا يعني سنكون باستمرار مهيأين لمناقشة الموضوعات والقضايا العالمية، وهذه الاجتماعات المحلية تضعنا أمام العالم في الصفوف المتقدمة ونقدم تجاربنا وخبراتنا للعالم. على يقين أن المسؤولين لن يضيعوا تجربة استضافة قمة العشرين أن تذهب سدا دون الاستفادة منها محليا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال