الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
طال تأثير جائحة كورونا 2020 النظم التعليمية في جميع أنحاء العالم، ما أدى إلى إغلاق المدارس والجامعات على نطاق واسع ففي 16 مارس 2020 أعلنت الحكومات في 73 دولة إغلاق المدارس بما في ذلك 56 دولة أغلقت المدارس في جميع أنحاء الدولة و17 دولة أغلقت المدارس داخل نطاق محدد. أثر إغلاق المدارس على مستوى الدولة في أكثر من 421 مليون متعلم على مستوى العالم، بينما عرض الإغلاق محدود النطاق للمدارس 577 مليون متعلم للخطر.
ووفقًا للبيانات الصادرة عن اليونسكو في 10 مارس، فإن إغلاق المدارس والجامعات بسبب انتشار فيروس كوفيد-19 ترك واحدًا من كل خمسة طلاب خارج المدرسة على مستوى العالم.
وذلك يشير إلى أن إغلاق المدارس كان له آثار سلبية كبيرة. فهو ينطوي على تكاليف اجتماعية واقتصادية في مختلف طبقات المجتمعات، ولكن تأثيرها الذي يتضمن توقف التعلم، وسوء التغذية، ومشكلات رعاية الأطفال، وما يترتب على ذلك من تكلفة اقتصادية كان من نصيب الأسر التي لا تستطيع العمل.
ومنها خرجت العديد من الدراسات العلمية على مستوى المنظمات العالمية المعنية بالتعليم لتشير إلى أن إغلاق المدارس والذي كان ضرورة لابد منها؛ كانت له نتائج سلبية على الكثير من الأسر، مما أدى إلى تأثير بشكل مباشر وغير مباشر على عملية التعلم والتعليم، وتمثلت هذه الأضرار في: توقف التعلم والتعليم، التغذية، عدم تهيؤ أولياء الأمور للدراسة عن بعد والتعليم في المنزل، عدم تكافؤ فرص الوصول إلى بوابات التعلم الرقمية، الثغرات في نظم رعاية الأطفال، ارتفاع التكاليف الاقتصادية، وقوع ضغط غير مقصود على نظام الرعاية الصحية، زيادة الضغط على المدارس والأنظمة المدرسية التي تظل مفتوحة، ميل معدلات التسرب إلى الارتفاع، العزلة الاجتماعية.
وهذا ما جعل منظمة اليونسكو تسارع وتخرج عشرة توصيات لاتباعها خلال فترة اغلاق المدارس؛ وهي: فحص درجة الاستعداد واختيار أنسب الأدوات، ضمان إدراج برامج التعلم عن بعد، حماية خصوصية البيانات وأمن البيانات، عطاء الأولوية لحلول مواجهة التحديات النفسية والاجتماعية قبل التدريس، تخطيط الجدول الدراسي لبرامج التعلم عن بعد، تقديم الدعم للمعلمين وأولياء الأمور بشأن استخدام الأدوات الرقمية ، الدمج بين الوسائل المناسبة والحد من عدد التطبيقات والمنصات، وضع قواعد التعلم عن بعد ومراقبة عملية تعلم الطلاب، تحديد مدة وحدات التعلم عن بعد استنادًا إلى مهارات التنظيم الذاتي للطلاب، تشكيل مجموعات وتعزيز الاتصال.
وفي ظل أزمة الكورونا كانت المملكة العربية السعودية من الدول التي سارعت إلى إغلاق المدارس في كافة المناطق ولكافة المراحل التعليمية، بل كان الإغلاق قبل التوصية بإغلاق المدارس. ويبقى السؤال المهم والأهم والذي أوجهه إلى الحاقدين على هذا البلد المعطاء هو: هل طبقت المملكة توصيات اليونسكو العشر بكاملها أم لا؟ وهل تحملت المملكة كلفة وتكلفة تطبيق هذه التوصيات العشر أم لا؟ وهل منحت المملكة تكافؤ فرص للتعليم عن بعد لجميع الطلبة أم لا؟ وهل تكفلت المملكة بعلاج الأزمة الاقتصادية للأسر التي توقفت عن العمل خلال الأزمة أم لا؟ أترك الجواب لهم في صدورهم
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال