الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
بعد انتهاء رئاسة السعودية لقمة العشرين، دار حديث بيني وبين مجموعة من المثقفين، حول التغطية الإعلامية وجهود الإدارات التي برزت خلال القمة، وأيهما كان متفاعلا مع الحدث وأخرى كانت ضعيفة ولم تكن بالصورة المطلوبة، اكثر التعليقات التي سمعتها، أشارت الى أن التغطية الإعلامية كانت هي الأضعف سواء من حيث الوصول الى المعلومة أو المسؤول للحصول على توضيحات لبعض الاجتماعات التي كانت تتم.
وعلق البعض أن المعلومات كانت تصل معلبة وجاهزة بعد الاجتماعات للصحف ووسائل الإعلام، وعدم وجود متحدث أو منسق إعلامي أعاق نشر تفاصيل أو حوارات، خاصة وان القمة تشمل العديد من الموضوعات واستضافة مسؤولين مهمين، ورغم أن القمة تنعقد في السعودية فقد ظلت المعلومات شحيحة والوصول للمختصين كان امرأ صعبا، وبقيت هذه المشكلة طوال الاشهر العشرة، ونشطت في الأسابيع القريبة من اجتماع قادة القمة.
طبعا هو ليس تقليل أو انتقاص من جهة إنما حتى الوزارات المشاركة في الاجتماعات لم تكن متجاوبة في تحديد أشخاص لديهم صلاحيات للظهور في وسائل الإعلام إلا ما ندر، وبقيت بعض وسائل الإعلام تجتهد في استضافة محللين ومختصين من خارج الدائرة، في ظل عدم تجاوب بعض المسؤولين، وكشفت لنا القمة، إننا بحاجة الى تأهيل صحفيين وإعلاميين في مجال الصحافة الاقتصادية وتدريبهم خاصة وان الموضوعات المطروحة للنقاش اغلبها اقتصادية في مجالاتها المتعددة والمتنوعة، وربطها بالأسواق المحلية والعالمية، والذي حدث من الأخبار المعلبة أنها كانت تنشر في اكثر من صحيفة بنفس الصياغة والأسلوب، وحرمت القارئ والمتابع نكهة التحليل والراي والتميز في استنباط نقاط مهمة وإبرازها بشكل جيد وملفت.
ورغم أن المناسبة انتهت بامتياز في التنظيم وإدارة القمة بنجاح باهر تقنيا وفنيا، إنما هذا لا يمنع أن نعدل الخلل ونعالجه، وقمة مثل قمة العشرين لا تأتي سنويا أو كل أربع سنوات، بل بعد 20 عاما القادمة، وعلى جميع الأجهزة أن تتفاعل مع هذه الأحداث خاصة وان مدتها طويلة تستمر عاما وتتخللها جلسات ومؤتمرات مهمة ويحتاج الإعلام الى تفاصيل. والإعلام محور مهم لمثل هذه القمم العالمية.
بالأمس وقع في يدي رصد وتحليل عن تفاعل الحسابات الرسمية للوزارات السعودية على منصة تويتر مع رئاسة السعودية لمجموعة العشرين وهو رصد وتحليل قام به فريق سياق، وبينت في بداية التحليل أنها رصدت خلال الفترة من 20 أغسطس الى 20 نوفمبر، أي الربع الأخير من عام الرئاسة وشهدت هذه الفترة فعاليات بلغت 69 فعالية، وتم التركيز في التحليل والرصد بالوزارات ذات التماس المباشر، وهي 16 وزارة، وهي: الاستثمار، والإعلام الاقتصاد والتخطيط، البيئة والمياه، التجارة، التعليم العام والجامعي، الثقافة، الخارجية، الرياضة، السياحة، الصحة، الصناعة، المالية، الموارد البشرية، والنقل.
هذه الوزارات اطلقت 183 تغريدة فقط تتعلق بقمة العشرين، اضعفها كانت قطاع التعليم الجامعي لم تغرد بأي تغريدة تتعلق بالقمة، بينما التعليم العام غرد بثمانية تغريدات خلال 3 اشهر، أما الموارد البشرية والمالية والصحة فكل منها غردت 3 تغريدات فقط في الربع الأخير لرئاسة السعودية قمة العشرين، أما وزارة الإعلام والاقتصاد لكل منهما 6 تغريدات فقط، وزارة الخارجية كانت صاحبة الأعلى رقما في عدد التغريدات غردت 65 تغريدة عن قمة العشرين. وفيما يتعلق إعادة التغريدات لحسابات أخرى، جاء القطاع الجامعي والخارجية والمالية في المراكز المتقدمة من حيث إعادة التغريدة ما بين 28 إعادة تغريدة للمالية و26 للخارجية والجامعي 25 تغريدة.
صناعة المحتوى في مواقع التواصل كان يتطلب تخطيط وتجهيز وإعداد فريق عمل من المحترفين في مواقع التواصل وليس بالطريقة التقليدية، تخيلوا فقط 149 تغريدة تم إعادة تدويرها من قبل الوزارة الـ 16 لحسابات أخرى، وظهر بوضوح ضعف صناعة مقاطع فيديو تعريفية تتماشى مع مناسبة قمة العشرين، تم وضع 27 مقطع فيديو كانت حصيلة وزارة الخارجية هي الأعلى بـ 20 مقطع فيديو بحسب التحليل لم يكن تفاعل وزارة الاستثمار عاليا، رغم علاقة الوزارة الوثيق بالمناسبة، واعتمد على إعادة التغريدة من حسابات أخرى، أما حساب وزارة الإعلام في تويتر تفاعل بالحد الأدنى، وكان هناك 69 حدثا مرتبطا بالمناسبة إلا أنها لم تتفاعل بشكل يليق بالمناسبة، وهي التي كان يفترض أن تقود صناعة المحتوى الإعلامي من مقاطع فيديو وصور وجرافيك.
معظم الوزارات المرتبطة بالمناسبة وفق التحليل لم تتفاعل بما يوازي المناسبة العالمية ولم يكن لديها عمق في صناعة محتوى يليق برئاسة السعودية لمجموعة العشرين وقوتها الاقتصادية، فمثلا وزارة الصناعة والثروة المعدنية، وضعت تغريدة واحدة للمناسبة ولم يضم حسابها في تويتر سوى وسم واحد وهو #نستضيف_المستقبل، وشكل هذا الحضور الهزيل للوزارة وغياب مستغرب لحساب الوزارة إلا أن التفاعل كان ضعيفا.
مجمل القول هذا ليس وقت محاسبة مقصرين أو مكافأة متميزين، فالمناسبة مرت بخير وبامتياز وعمل مبهر للعالم من حيث التنظيم والترتيب والتقنية، ربما كنا ضعيفين إعلاميا بشكل ملفت، وامر طبيعي أن يحدث هذا لان الإعلام لدينا لايزال يسير بالمحبة والصداقة، والواسطة والشللية، ليس لديه أجندة ولا يعرف اختيار الأكفاء فافتقدنا الى المحتوى الإبداعي الذي يعكس القوة المالية والاستثمارية للمملكة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال