الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما أمر سمو ولي العهد الوزراء والمسؤولين في التواصل المباشر مع المواطن، لم تكن دعوته هذه إلا خطوة متطورة في تعزيز وتأصيل الشفافية كمبدأ فعّال في التعاطي بين المواطن والقطاع العام.
وعندما نأتي الى القطاع الخاص والذي هو مكمّل وشريك للقطاع العام في تنفيذ برامج واستراتيجيات رؤية المملكة، فهذا يستدعى تباعاً ان يكون هناك تواصل مباشر بين المواطن ولكن ليس مع الوزراء والمسؤولين، ولكن مع رؤساء الشركات ورؤساء مجالس الإدارة في الشركات المساهمة المدرجة في القطاع الخاص.
إضافة إلى أهمية معرفة مكاسب ومستقبل استثماراتهم، من المهم أن يطّلع المواطن على ما تقوم به شركات القطاع الخاص في ملفات إصلاحات الرؤية، فمهما قدّم المسؤولين في القطاع العام من معلومات في مثل هذه الملفات إلا أنها تظل بحاجة إلى دعم معلوماتي من القطاع الخاص نفسه. كما أنه ليس من المنطق ان يُظلم المسؤول الحكومي في ملف ما بسبب عدم تجاوب القطاع الخاص معه.
ولكن مثل هذه اللقاءات لابد أن تُراعي أُسس الشفافية لذلك من المهم أن لا نسمح بأن تكون مثل هذه اللقاءات إلا على الهواء مباشرة وبإدارة حوار من أطراف محايدة ومتخصصة في الاقتصاد والمالية والإدارة، حتى لا تكون هذه اللقاءات عبارة عن برامج ترويجية مبرمجة.
خروج قيادات الشركات (الرؤساء التنفيذيين) اعلامياً سوف ترفع من مستوى المصداقية بأن الشركة في أيدي قيادات واعية، مما سيرفع من مستوى الطمأنينة بأن أموال المساهمين في أمان بصرف النظر عن الارباح والخسائر الدورية لأنها محكومة ومرتبطة بظروف السوق.
كما أن الحوار مع قيادات هذه الشركات سوف يمنع أي احتمالية للتلاعب في أسهمها القائمة على الاشاعات إضافة إلى أن مثل هذه المحاورات سوف تكشف عن خطط هذه الشركات المستقبلية مما يعني متابعتها ومحاسبتها في حال الإخفاق او عن إعطاء صورة واضحة عن هذه الخطط مما يعني تقييم دوري للخطط المستقبلية لهذه الشركات.
ومثل هذه الحوارات على القنوات السعودية ستُمكّن المسؤول والمواطن من معرفة اين تقف هذه الشركات من ملفات هامة مثل المحتوى المحلي وتوطين الوظائف ودعم المنشآت الصغيرة والمتوسطة ونشاطات المسؤولية الاجتماعية لهذه الشركات.
إضافة إلى مراقبة التزام هذه الشركات بدعم أهداف واستراتيجيات الرؤية على أرض الواقع، ولا ننسى أن مثل هذا المستوى من المصداقية والموثوقية والشفافية سوف يساهم في جذب انتباه الإستثمارات الخارجية أيضاً.
وحتى على مستوى الاستقالات كما حصل في الآونة الأخيرة، فعندما يُخبر رئيس شركة ما أثناء الحوار المباشر بأنه بصدد التقاعد أو الاستقالة أو الإعلان عن تغييرات إدارية فهذا سوف يُقفل الأبواب تماماً في وجه الشائعات التي يمكن أن يتأثر بها البعض.
الموضوع يتعدى كونه برنامج دعائي أو اعلاني، فهو تعريفي بقيمة وحقيقة الأسواق السعودية سواء للمراقب الداخلي أو الخارجي، وهذا ما يحصل في أكبر الاقتصادات في العالم ولا ننسى اننا عضو فعّال في أكبر عشرين اقتصاد في العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال