الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قاعة كبرى تضج بالأصوات المتداخلة والحوارات الفنية العميقة، لو استرقت السمع أثناء السير بين الجموع لحصلت على معلومات قيمة عن محور حياتهم، السينما، إحدى أعظم الصناعات الفنية في تاريخ البشرية، وهذا الحدث (مهرجان القاهرة السينمائي) الذي شد إليه الرحال كل هؤلاء من الشرق والغرب يعتبر حرفياً من أكبر الاحداث السينمائية عالمياً.
دخل فيصل الشاب السعودي البسيط، إلى تلك القاعة وهو ممتلىء بالنشاط وعيناه تشع بالثقة وهو ينظر إلى الفنان الشامي الشهير والقاص المغربي الذين تهامسوا عند مروره وقرأ في أعينهم كلمة: من هذا؟، وتحرك في الأروقة ليصادف فنانة مصرية شهيرة مع نجم تونسي يرتدي بزة كاملة ايطالية، وجد نفس نظرة التساؤل منهما. حتى وجد مكان جلوسه وتنفس الصعداء وهو ينظر إلى الثريا الضخمة حتى يبعد أنظاره عن المتسائلين.
ركز فيصل بصره على إحدى الكرستالات، وجد داخلها نافذة تعرض مسرحاً خشبياً بسيطاً في إحدى المهرجانات الشعبية، وتذكر فيها ان ادواتهم وعملهم الفني المسرحي كان يتمحور حول (حبل غسيل)، رأى في الكرستالة عيون أصدقائه وكل من عاونه وابتسم له في المعاناة. وأفاق على صوت المذيعة وهي ترحب بالحضور لتصدح بالاعلان عن جائزة أفضل أداء تمثيلي بالمهرجان. ليسمع مقدمتها عن الجائزة ومن فازوا بها من قبل وكأنه صوت من مايكروفون غارق بالماء، وبعدها سمع جملة: الفائز من المملكة العربية السعودية الفنان فيصل الدوخي عن أدائه في فيلم حد الطار.
هذا مشهد درامي خيالي، يتناسب مع طبيعة هذه الصناعة، ولكن فعلاً لقد فاز فيصل بجائزة الأداء التمثيلي وفاز الفيلم أيضاً بجائزة لجنة التحكيم الخاصة، هنيئاً لعبدالعزيز الشلاحي صانع الفيلم بهذا النجاح، وهنيئاً للسينما السعودية التي قال عنها الناقد السينمائي احمد شوقي معلقاً على فيلم (حد الطار): “قبل ما يقارب العامين شاهدت فيلم #المسافة_صفر للمخرج عبد العزيز الشلاحي اليوم يعود الشلاحي بفيلمه الثاني #حد_الطار فيلم افتتاح المسابقة العربية لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي ليقطع من خلاله وبسرعة مثيرة للانتباه خطوات كبيرة في مشوار النضج ويحقق نجاحاً واضحاً”.
قد يكون حد الطار هو نقطة التحول نحو عولمة السينما السعودية وبدء استخدامها كأداة للقوة الناعمة، وعناصر نجاح ذلك ببساطة هو عمل جماعي تذوب فيه جهود الجميع من صناع وكتاب وفنيين وممثلين وحتى كومبارس. و يبقى التمويل تحدياً كبيراً، ولكن لدي ثقة تامة بأن عملاً جيداً كهذا سيفتح الباب للجميع لإقناع المستثمرين وحتى قطاعات الدولة المتخصصة بجدوى تمويل الاقتصاد السينمائي السعودي، القادم بقوة على أكتاف كوادر وكفاءات سعودية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال