الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لماذا ينتظر الكثير من محترفي الرياضة ساعة الاعتزال ليبدؤوا بعد ذلك مسألة التفكير بإطلاق علاماتهم التجارية الخاصة؟ هذا السؤال لا أطرحه أنا، وربما لم يكن ليخطر ببالي لولم أسعى لمتابعة ما يستجد من فترة لأخرى من الأخبار المتعلقة بالعلامات التجارية. وفي حقيقة الأمر فإن هذا السؤال ما هو إلا جزء من حديث لاعبة التنس الأرضي المحترفة (Naomi Osaka)، وهي اليابانية التي لمع اسمها خلال فترة وجيزة. نعومي التي أطلقت هذا الشهر إصدار خاص من الأحذية بالتعاون مع Nike وشركة يابانية كانت تضع نصب عينيها عدة أهداف تطمح لتحقيقها بدخول هذا المجال الذي تعتقد أنه مكمل لكل ما تقوم به على أرض الملعب.
الجميل في الأمر هو أن السيدة عندما تم سؤالها عن المعايير التي تلتزم بها في حال رغبتها التعاون مع أحد العلامات كان على رأس هذه الأسباب مسألة الارتباط بينها كشخصية رياضية وبين المنتج، وإذا ما كان المنتج يتماشى مع القيم الأساسية التي تنتهجها في حياتها. هذه الجملة رغم بساطتها، لكنها تحمل في طياتها الكثير من العمق لأنها تحكم كيفية استفادة كل طرف من الآخر من خلال هذا التعاون. والرسالة التي أعتقد أنها يجب أن تصل هنا ربما تكون لبعض مشاهير الإعلان على مواقع التواصل الذين يجتهدون في استقطاب العلامات التجارية، ومحاولة الحصول أي فرصة ممكنة للإعلان عن منتج، حتى ولو لم تكن خطوط التلاقي على درجة عالية من الوضوح بين الطرفين.
عندما تسمع من أحد هؤلاء المحترفين حديثا يتطرق فيه لأهمية نشر ثقافة الرياضة بين الجيل الناشئ، وارتباط هذا الأمر بالصحة، ثم يتابع بعد ذلك ليخبرك أن هذه العلامة التي يطلقها ما هي إلا عامل مساعد يسعى من خلاله لتحقيق هذا الهدف، فأنت تقدر بكل تأكيد المعنى الذي يسعى جاهداً لتحقيقه. بالإضافة لذلك فأنت تصل إلى قناعة داخلية بأهمية الرسالة التي تقدمها الرياضة ومنتسبيها للمجتمع. وقد أسعدني في حقيقة الأمر أن أقرأ عن بعض تلك الأهداف من قبل علامات تجارية تعمل على خلق بيئة جاذبة لتبادل الخبرات بين الشباب، والعمل على دراسة لأفكار التي يمكن تطبيقها باستمرار في شتى مجالات الرياضة، ومن ثم تذليل العوائق التي تواجه هذه الأهداف.
وربما يكون من الأمور المهمة التي يجب أن نعيرها الاهتمام مسألة الحاجة لمتابعة أداء اللاعب الذي لا يمكن أن ينفك عن ارتباطه بالمنتج بعد أن يتم إطلاقه في الأسواق. وهذا الأمر تحديدا هو ما يجعل الشركات تدخل في مرحلة المتابعة اللصيقة، حتى تتأكد من أن هذه الاستثمارات التي تقوم بها ستكون ذات مردود إيجابي، ليست فقط أفكار خطرت ببال أحدهم فقام بتطبيقها دون وضع الخطط المتكاملة بعين الاعتبار. وهذا يعيدنا للسؤال الأساسي في هذا المقال و هو سبب إطلاق الرياضيين للعلامات الخاصة بهم بعد الاعتزال. فقد يكون السبب هو ثبات مستوى الرياضي والتخوف من تذبذب الأداء. الرياضة إذاً رسالة ونحن نعلم أن تعلق الكثير من الشباب بتفاصيل حياة بعض هؤلاء الرياضيين هو سلاح ذو حدين فعلينا أن نكون على حذر من إطلاق العلامات قيل التأكد من جدواها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال