الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتبر نماذج الجودة العالمية في التعليم أساسية لكل المؤسسات التربوية والتعليمية، فهي من الأوليات التي تستوجب وضوح الأهداف وتطبيقها عبر المناهج التربوية والتعليمية. وتعتبر المبادئ التي ارتكزت عليها النماذج قائدة لتحقيق النجاح والتطوير والإصلاح المنشود في المؤسسات التربوية من خلال مستلزماتها واشتراطاتها المكملة لبعضها البعض، ولقد قامت العديد من الدول المتقدمة ببناء نماذج في الجودة، تستخدم كأداة علمية تعني بالتقويم الذاتي من أجل تطوير المؤسسات عمومًا ومنها التعليمية على وجه الخصوص، وفي مقالنا لهذا الأسبوع سيكون التركيز على تجربة ونجاح سنغافورة في التعليم والاقتصاد خلال فترة وجيزة جدًا.
تقوم سمات النموذج السنغافوري للجودة في التعليم على مرتكز شمولية الأنظمة والبرامج التعليمية داخل المؤسسة التعليمية، بما يضمن نموًا فكريًا وجسديًا متكاملًا للمتعلمين في مختلف المراحل، وتركز البرامج على تحقيق التوازن بين المواد الدراسية، وتطوير الشخصية، والنشاطات الرياضية والثقافية.
وهذا ما توضحه دراسة تفصيلية قام بها (دافني بان) بعنوان “نموذج الجودة في نظام التعليم السنغافوري، أهمية العلم بوصفه مدخلًا رئيسيًا لمجتمع المعرفة”، فلقد توصل (بان) إلى أن الكفاح طويل الأمد من أجل النجاح الاقتصادي سيكون في صلب الفصل الدراسي أكثر منه في سوق العملات.
ولهذا لجأت سنغافورة هذا البلد الأسيوي الصغير إلى التعليم بوصفه قوة الدفع الإستراتيجية الرئيسية من خلال تبني سياسة الجودة في التعليم، ومن خلال تخصيص 3% من الناتج المحلي الإجمالي أي ما يقارب 2.3 مليار دولار أمريكي في مجال تطوير التعليم.
كما تم تكثيف الجهود لأجل تنفيذ التعليم الإلزامي المجاني، مع مزيد من المدارس الثانوية، ومزيد من التركيز على تدريب المعلمين وكذلك مزيد من الاهتمام بتطوير البحوث والمناهج التعليمية، وتم استحداث سياسة الازدواج اللغوي (الإنجليزية واللغة الأم) لزيادة الإنتاجية والانسجام الاجتماعي والتماسك الوطني، والتركيز على الرياضيات والعلوم والمواد التقنية، واهتمام المدارس في الجوانب المهنية والتقنية والتجارية لتوفير قاعدة قوى عاملة لخدمة التصنيع والتصدير لاحقًا.
وكان من مميزات التعليم في سنغافورة أنه قام بتبني ثلاث أولويات لنظام التعليم بالجودة ومؤامة التعليم لمتطلبات العصر وهي تطوير المهارات الفكرية وتعزيزها، استغلال تقنيات المعلومات في التعليم والتعلم، التعليم الوطني.
ولكي تتم مؤامة التعليم في سنغافورة لمتطلبات العصر جرت عملية مراجعة للثلاث الأولويات السابقة وتصويبها بحيث لا يقتصر التعليم على زيادة قدرات الفرد وطاقاته، بل يتعدى ذلك إلى مجتمع مبدع ومفكر ومجدد مع مهارات مرنة في كل مستوى من المستويات.
وخاتمة المقال لابد من الإشارة إلى أن سنغافورة في اختبارات التايمز الأخيرة كانت مرتبتها هي الأولى، وأن نسبة البطالة في سنغافورة يبلغ حوالي 3%. ويعمل حوالي 28% من القوة العاملة في التصنيع، و23% في التجارة، و22% في خدمات المجتمع والخدمات الاجتماعية والشخصية، و10% في النقل والتخزين والاتصالات
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال