الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
التطور السريع الذي يحدث الآن في عالمنا في مختلف المجالات، يتطلب منّا أن نواكب هذا التطور بمنهجيات عمل مناسبة تحقق لمنشآتنا نتائج أفضل، وبطبيعة الحال ليس هناك منهجية محددة يُمكن اتباعها لتحقيق ذلك بطريقة سحرية، لكن هناك منهجية وطريقة عمل اتجهت إليها كثير من المنشآت، وباستخدامها استطاعت أن تحقق نجاحاً في رفع الإنتاجية بنسبة كبيرة، واستكمالاً لمقالي السابق حول قانون البيتزا لجيف بيزوس؛ وددت اليوم أن أستعرض معكم أهمية تلك المنهجية التي أصبح جيف بيزوس أحد روادها لإدارة فرق العمل والمشاريع، وهي “المنهجية الرشيقة” أو “Agile”.
الحقيقة أنه في بداية العمل بهذه المنهجية كانت تُستخدم في إدارة المشاريع التقنية، ولمّا كان لها أثر كبير وأحدثت ثورة في طرق إدارة المشاريع البرمجية، بدأت أنظار الكثير من المنشآت تتجه إليها، خصوصاً بعد ما أثبتته من قدرتها على توفير الكثير من الجهد والوقت، وزيادة إنتاجية فريق العمل وتطوير مهاراته.
بشكل بسيط، تعمل هذه المنهجية على تقديم منتجات أولية للعملاء على فترات زمنية متتالية، تتيح للعملاء تجربتها وتقديم ملاحظاتهم التي تفيد في عملية التطوير المستمرة، حتى يصل المنتج في النهاية إلى أفضل نسخة منه، تناسب احتياجات ومتطلبات العملاء. وهذا ما أنصح به رواد الأعمال الشباب، أن يعملوا على توفير منتج أولي حقيقي يختبره العميل أو المستخدم في أقصر فترة ممكنة وبأقل مجهود، وعندما يتفاعل العميل مع المنتج أو الخدمة، يستطيع الفريق حينها أن يُحدد السلبيات والإيجابيات التي يتمتع بها المنتج، مما يتَّضح له رؤية النقاط التي تحتاج إلى تطوير أو تحسين.
وتتميز هذه المنهجية أيضاً باهتمامها بشكل أساسي بأعضاء فريق العمل؛ فهي تعتبرهم حجر أساسي لنجاح المشروع. حيث تعمل على تقليل الضغط الواقع عليهم للعمل على منتج نهائي من ثم إعادة تطويره للعديد من المرات حتى يتوافق مع ما يتطلبه العميل. كما إنها لا تفرض حدود تقليدية على العاملين على المشروع؛ فالغرض من تطبيقها هو إنشاء بيئة عمل مثمرة تُركز على التعلم وتطوير الذات بما يتناسب مع كل شخص بدون تقييد بمكان أو وقت، فالموظف الذي يعمل تحت هذه المنهجية يستطيع اختيار الوقت والمكان المناسب له للعمل. فلا يكون الشخص مجبوراً على الذهاب إلى مكتبه كل يوم والعمل لمدة 8 ساعات أو أكثر من أجل تحقيق متطلبات المنشأة. وتلك المنهجية تمنح الثقة لأعضاء فريق العمل على إنجاز ما هو مطلوب بالطريقة التي يرونها مناسبة لهم.
وفي الأوضاع الطارئة تستطيع المنشآت الرشيقة أو المرنة أن تتفوق على المنشآت التي لا تتبع منهجيات عمل رشيقة، وهذا ما أظهرته دراسة لمؤسسة ماكينزي؛ حيث تفوقت المنشآت التي تعمل بمنهجية العمل الرشيقة Agile على المنشآت الأخرى في القدرة على التكيف مع جائحة كورونا، حيث استطاعت تسريع العمل والتكيف مع وضع السوق ومجال العمل، لأن عقلية وثقافة المنشآت الرشيقة هي ما تسمح لها بالاستجابة بشكل أسرع لأي تحديات تواجهها، كما أنه مع عمل العديد من فرق العمل عن بعد؛ تعمل فرق agile بشكل أفضل من خلال تسريع الأداء اليومي والأسبوعي، مما يجعل الأمور أكثر كفاءة وتنظيماً وفعالية.
أخيراً؛ مع سعينا لتحقيق رؤية المملكة 2030 الطموحة، فإن النتائج الكبيرة المطلوبة؛ تتطلب مواكبة التطور الذي يحدث بصورة ليس لها مثيل من قبل، ومع طموح منشآتنا ورواد الأعمال الشباب لوضع بصمة عالمية، فإن متابعة وتطبيق أحدث وأفضل منهجيات العمل بالتأكيد يكون له دور فعّال في تحقيق ذلك.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال