الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
السؤال الأول: ماذا سيحدث عندما تغلق بابك في وجه مرؤوسيك؟ الاجابة سهلة، إذا لم تفتح لهم بابك سيفتحون عليك وعلى أنفسهم باب جهنم..! السؤال الثاني: ماذا سيحدث إذا فتحت بابك في وجه مرؤوسيك بلا رابط ولا قواعد منظمة؟ الاجابة سهلة أيضاً، سيتحول مكتبك إلى سوق..!
معروف عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لم يغلق بابه أبداً أمام رعيته، وكان يمنع عماله من وضع باب على مجالس الأمراء، ومن كان يضع باباً يرسل له من يقوم بحرقه، لهذا كان العدل أعظم ماميَّز عهده، لم يكن عمر بن الخطاب يثق في رغبة أو قدرة معاونيه على إحاطته بكل ما يحدث في بلاد المسلمين، وكانت خشيته لربه وتحسسه في كل ما يخص رعيته سبباً في فتح بابه وباب ولاته أمام الجميع.
المدير الذي يرغب في أن يكون عادلاً مثل عمر عليه أيضاً أن يفتح بابه أمام مرؤوسيه حتى يعرف ويتبين وينصف، كيف يتحقق العدل ونحن لا نرى ولا ننصت؟! وكيف يعرف المدير تفاصيل مايدور حوله وبابه مغلق عليه؟! الادارة المتميزة ترتبط دائماً بالمعرفة، كلما عرف المدير أكثر كلما كانت قراراته أفضل، بيئات العمل الآن تتسم بالتعقيد الواضح، والتفاعلات في بيئة العمل كثيرة ومتجددة، قد يكون المدير ممسكاً بالخيوط الرئيسية من خلال تقارير العمل والتواصل المستمر مع أصحاب المناصب الادارية في المكان، لكن في الغالب لن تصله تفاصيل قد تكون مهمة أو تصل أحياناً إلى حد الخطورة، قد يعرف المدير ماتم انجازه مع العملاء على سبيل المثال، لكن لن يعرف الموقف غير اللطيف الذي حدث مع عميل ما، وقد يعرف أن العمل يدور في المكان بشكل جيد وطبقاً لما هو مخطط، لكن لن يعرف حال ذلك الموظف الذي تعامل معه مديره بتعسف أو يقضي يومه في نزاعات ومشاحنات مع زملائه، الأخطر من هذا وذاك أن النار ربما تكون بدأت في الاشتعال في موقع ما داخل المؤسسة أو في أحد أركانها أو في سوق من أسواقها واذا لم يتم إخمادها بسرعة قد تحرق الجميع وتأتي على الأخضر واليابس، أتصور أن قرارات خطيرة اتخذها مديرون في مواقع متعددة نتجت عن لقاء تم عبر باب مفتوح، وأتصور أيضاً أن كوارث لحقت بمؤسسات مشكلتها أنها مغلقة الأبواب..!
من حظ المدير الآن أن التكنولوجيا أتاحت له أبواباً جديدة وسهلة الفتح أمام الجميع، البريد الإلكتروني ووسائل التواصل المتعددة تضعه دائماً في الصورة وتقربه من الجميع، إذا ما أحسن المدير استغلال تلك الوسائل ستتحول إلى منجم معرفة بخلاف دورها الرائع في توثيق العلاقات وخلق روح جميلة مطلوبة دائماً في العمل. لكن الباب المفتوح بدون رابط سيحول مكتب المدير إلى سوق والمدير إلى شخص منهك لاحول له ولا قوة، الباب المفتوح له رابط، ورابطه القواعد الموضوعة للدخول من الباب، ليست روتين أو قيود ولكن ضمان أن تحقق تلك السياسة هدفها ولا تحيد عن طريقها، لأن هناك من يستغل هذا الأمر فيلج من الباب وهو يحمل في يديه توافه الأمور، وهناك من سيؤدي الباب المفتوح الى إصابته بمرض الاتكالية فيلجأ لمدير فتح بابه بنية طيبة، لهذا هناك من يرى أن سياسة الباب المفتوح تضرب انتاجية المدير في مقتل وتسرق وقته وتستنزف جهده، لذا تبرز أهمية وجود قواعد منظمة لتطبيق سياسة المفتوح من بينها أن يفتح الباب بنظام الساعات المكتبية التي يطبقها أستاذ الجامعة فيستقبل طلابه (مرؤوسيه) في ساعات معينة تخصص لموضوعات تستحق حرارة الاستقبال، وعلينا ألا ننسى أبداً أن كل الأشياء عندما تزيد عن حدها تنقلب لضدها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال