الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
مع إعلان رئيس الوزراء البريطاني عن ظهور سلالة جديدة من فايروس كورونا، وفرض الحجر الصحي على لندن وجنوب شرق إنجلترا؛ بدأت مخاوف العالم من جديد. بالرغم من أن المملكة لم تتأثر بشدة كالعديد من دول العالم خلال أزمة كورونا خلال عام 2020، حيث كانت من أفضل الدول من حيث الأداء الاقتصادي خلال الربع الثاني من العام الذي ينتهي هذا الأسبوع، إلا وأنه مع ظهور موجة ثانية لفيروس كورونا، يُصبح الوضع الاقتصادي في العالم أكثر ضبابية، لكن يظل هناك سؤال رئيسي؛ هل تعلمنا الدرس من الموجة الأولى لفايروس كورونا أم لا؟.
العديد من المنشآت لم تكن جاهزة في المرة الأولى للتكيف مع ظروف العمل الجديدة، وكانت في احتياج إلى طرق جديدة لإبقاء أعمالها قيد الحياة، هذه الطرق تحولت فيما بعد لاستراتيجيات تستعد بها المنشآت للأوضاع الطارئة المتعلقة بتطورات فيروس كورونا، فالحقيقة كانت جائحة كورونا دافعاً للتطور والتعلم واستخدام الأساليب الجديدة للكثير من المنشآت، سواء من خلال تسريع الرقمنة، والاتجاه إلى العمل عن بعد كطريقة عمل المستقبل، أو الاهتمام بسرعة رد الفعل والتغيير من خلال التكيف مع ظروف العمل المتغيرة بوتيرة متسارعة، وغيرها من الدروس التي تعلمتها المنشآت خلال هذه الأزمة.
هناك العديد من المنشآت التي نقلت أعمالها بالكامل عبر الإنترنت أثناء الموجة الأولى لانتشار الفيروس للقدرة على الاستمرار، لذا ينبغي القيام خلال هذه الفترة بتقييم مدى تأثير العمل عن بعد على العمل، والقيام بالتغييرات الضرورية لمساعدة فرق العمل على أن يكونوا أكثر فعالية.
ومع زيادة الاعتماد على التقنية واستخدام شبكة الانترنت في تيسير الأعمال للكثير من المنشآت، تُصبح المنشآت أكثر عرضة للهجمات الإلكترونية وسرقة البيانات، مما يتطلب من المنشآت الاستعداد أيضاً لمثل هذه السيناريوهات، من خلال الاهتمام بالأمن المعلوماتي والإلكتروني (السيبراني)، للحفاظ على البيانات وعدم تعرض المنشأة لمشكلات كبيرة بسبب سرقة بياناتها.
من النقاط المهمة التي يجب الانتباه لها أيضاً، الاستجابة والتكيف سريعاً مع متطلبات العمل واحتياجات العملاء، ينبغي أن تتمحور استراتيجيات العمل بناءً على المتغيرات المتعاقبة خلال فترات الأزمات خصوصاً أزمة كورونا، والحقيقة أن التكيف لا يساعد المنشآت فقط على الصمود خلال فترة الأزمة، لكن قد يساعد على إطلاق منتجات أو خدمات جديدة، تزيد من قيمة المنشأة، وذلك من خلال الاستجابة السريعة للاتجاهات الجديدة والتغييرات في سلوك العملاء وتقديم ما يسهّل عليهم الحياة في الوضع الجديد.
أخيراً؛ أود القول بأننا من خلال التعلم الدائم من التحديات التي تواجهنا، والعمل على مواكبة التغيرات، يمكننا أن نكون مستعدين بشكل أفضل للمستقبل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال