الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
أصبحت لائحة الحوكمة متطلبا رئيسياً من قِبل هيئة سوق المال والبنك المركزي السعودي في الكثير من الشركات خصوصاً شركات المساهمات العامة. يكون قد تكون لتلك الشركات افضل اللوائح كسياسات وإجراءات مكتوبة ومنشورة في مواقع الشركات ولكن عند التطبيق تكون بعيدة كل البعد عن الحقيقة المكتوبة. إن الحوكمة ليست فقط كما ينص عليه التعريف كمجموعة من التشريعات والقوانين توضح وتحدد العلاقة بين إدارة الشركة وحملة الأسهم وأصحاب المصالح. بل هيَ أيضاً تشريعات تسهم في تنظيم آليات الترشيح والمكافآت وآليات مجلس الإدارة و الاستقلالية والمسؤولية القانونية.
لابد من معرفة أن الحوكمة ليست فقط للشركات السيئه بل أيضاً للشركات الناجحة لتزداد نجاحً فهنالك الكثير من الشركات الناجحة ماليا في تحقيق الأرباح ولديها مستوى جيد من الحوكمة ولكنها تحتاج إلى حوكمة العمليات و سلاسل الإمداد. لذلك ينبغي تفعيل دور الحوكمة في هذا القطاع بشكل فعلي لتضاعف هذه الشركات ربحيتها واستدامتها خصوصا في قطاع الاتصالات والتكنولوجيا، بحيث تحصل الكثير من التغييرات السريعة لتواكب متطلبات الحياة السريعة فعلى سبيل المثال شركات الاتصالات لديها الكثير من المشاريع وتحتاج مستودعات ضخمة من الأجهزة لنأخذ على سبيل المثال:
واي فاي المنزل الذي يتغير مع سرعه الانترنت فعدم حوكمة العمليات وسلاسل الإمداد لا يعطي الكفاءة والعوائد العالية. وإن كان ظاهر الموضوع تحقيق الارباح يجب على الشركات ان تتطلع الى ارباح اعلى مع تطبيق الحوكمة الرشيدة في العمليات وسلاسل الإمداد
– هذا مجرد مثال بسيط من عدة أمثلة موجودة في الكثير من القطاعات
) فهنا يأتي السؤال هل تحتاج الشركات إلى تسويق الحوكمة داخلياً لضمان فعالية وجودة تطبيق لوائح الحوكمة؟ إن تطبيق الحوكمة بشكل أكثر فعالية هو ليس متطلب من مجلس الادارة فقط ولكن أيضا ايمان الموظفين بأهمية وقيمة الحوكمة السليمة على صحة الشركة التي تعود بالنفع على المساهمين والموظفين وعلى استدامة وربحية الشركة، فما هي المفاتيح التي تحتاجها الشركات لتسويق الحوكمة وأخذ المنفعة الكاملة والعامة من تطبيق الحوكمة؟
على الرغم من أن جودة الحوكمة تتمركز على وضوح وتحديد الإجراءات والمتطلبات وتوثيق سياسات الحوكمة وتعميمها واتباعها بشكل واضح ولكن الحوكمة تحتاج إلى بعض التبسيط في المعنى لعامة الموظفين الغير ملمين بماهية الحوكمة وأهميتها لتصبح أكثر تقبلًا للفهم ولتسهيل الفكرة يمكن استخدام أدوات التعليم الحديثة مثل الانفوجرافيك ودورات مبسطة وفيديوهات قصيرة.
ان هذا الموضوع ليس بالأمر السهل فهو يحتاج الى التخطيط والتحليل والتطبيق ولكن بالتأكيد يستحق الجهد المبذول.
لأن عدم فهم ماهية الحوكمة او افتقار الشركة الى الحوكمة يؤدي الى الكثير من التكرار وإضاعة الوقت والموارد لأن من أهداف الحوكمة ان تكون المعلومات نظيفه وموحده والعمليات بسيطة في اعداد التقارير والقدرات التي تعكس كفاءة الشركة.
وهذا يكون ملموسا اذا كان هنالك دعم كبير من مجلس الإدارة والإدارة التنفيذية في الشركة وهذا يعد أساس تطبيق الحوكمة الرشيدة والسليمة .لانه يوجد الكثير ممن يشكك في قوة الحوكمة في إدارة وضبط الشركة في جهات متعددة كالمالية والاستدامة و الربحية والتي هي إحدى اهتمامات المساهمين الحاليين والمحتملين سواء المحليين او الأجانب.
والتغيير دائما صعب بطبيعته ولكن بناء خطة متكاملة بعيدة المدى في التواصل والتدريب على الحوكمة تعود بالنفع على الشركة. و بذلك يمكن للشركة قياس مدى التغيير والنجاحات بعد فترة وأيضاً مراجعة الحوكمة ومعرفة الثغرات والفجوات والعمل على ذلك يدعم الحوكمة التي بلوائحها ومبادئها وممارساتها الرشيدة من اساسيات نجاح الشركات.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال