الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في ظل التنافس الاقتصادي أصبح تعلم ريادة الأعمال ضرورة ملحة لمواكبة احتياجات سوق العمل المستمرة والمتغيرة، وقد بدأ تعلم ريــــادة الأعمال من خـــلال المقررات الدراسية، والبرامج التعليمية في ظــــل فلسفة وسياسة تعليمية لريادة الأعمال في مختلف مراحل التعليم في كثير من دول العالم، وينتشر مجال ريادة الأعمال في الوقت الراهن عبر الأنظمة التعليمية المتنوعة التقليدية منها والإلكترونية في معظم جامعات العالم، وقد ساهمت عوامل كثيرة في إثارة الاهتمام بريادة الأعمال وإقامة المشروعات، منها : معاناة العديد من الدول خلال السنوات الأخيرة من الركود الاقتصادي، وارتفاع معدلات البطالة، والتقلبات التي شهدتها الأسواق العالمية بدرجة لم يشهدها العالم منذ الحرب العالمية الثانية، وهذا يتطلب أن يمتد دور التعليم الجامعي ليشمل خلق فرص العمل من خلال تصميم مناهج وتخصصات لتخرج طلاب قادرين على المبادرة بمشاريع ريادية تساهم في خلق فرص عمل جديدة في السوق، ونقل وتوطين التكنولوجيا والتقنية والمعرفة عن طريق التواصل مع المؤسسات ومراكز البحـــــوث المحلية والعالمية، واحتضان المشـــــاريع الابتكارية وتحويلها إلى منتجـــــات ؛ لتنمية المجتمع من خلال حاضنات الأعمال وحاضنات التكنـولوجيا.
ومن هذا المنطلق أصبحت الجامعات السعودية تدمج ريادة الأعمال ضمن برامجها الأكاديمية، عبر تقديم مناهج مبنية على الابتكار وريادة الأعمال والعمل على ترسيخ ثقافة الريادة، والاستثمار، بالإضافة إلى تحفيز روح المبادرة لدى الطلاب ؛ لزيادة كفاءتهم وتمكينهم من تحقيق أهدافهم، كذلك سعت الجامعات إلى إنشاء حاضنات ومسرعات الأعمال . فنجد حوالي 35 حاضنة تعمل تحت مظلة الجامعات السعودية والمنظمات غير الربحية مهمتها احتضان ودعم مشاريع رواد الأعمال الابتكارية، من خلال تقديم الاستشارات اللازمة لتيسير و إنجاح مشروعاتهم . والعمل على تمكين رواد الأعمال للوصول إلى عدة مصادر مثل المعلومات والمعرفة، والتعليم والتدريب المتعلقة بريادة الأعمال. كما أن بعض الجامعات والمؤسسات التعليمية تعمل على تسهيل وصول رواد الأعمال إلى الموارد المالية اللازمة لتأسيس مشاريعهم، أو لتطوير ابتكاراتهم، أو تطوير أعمالهم وتحويلها من أفكار إلى منتجات. بالإضافة إلى توفير أماكن ومساحات عمل لتأسيس المشاريع وتطوير الأعمال، من خلال حاضنات للأعمال تستضيف المشروع في السنوات العمرية الأولى لدعم رواد الأعمال الناشئين.
ولتحظى حاضنات الأعمال بدورٍ محوري وأكثر تأثيراً على الاقتصاد والمجتمع عليها أن تخرج من تركيزها على طلاب الجامعات التابعين لها أو حتى خريجيها فقط ، لتصل إلى رواد الأعمال في كافة القطاعات والمستويات العمرية ؛ لتدعم الفكر الريادي أياً كان مصدره ، وتوجهه التوجيه الصحيح . ولن تصل إلى ذلك في ظل انغلاقها التام خلف أسوار الجامعات ، فعليها أن تفتح قنوات التواصل المباشر مع المجتمع لتوضح دورها وخدماتها ؛ لتتمكن من تحقيق أهدافها الاجتماعية والاقتصادية ؛ من خلال إنشاء شبابٍ واعٍ، وكوادر مُطلعة على أهم أسس الفكر الإبداعي، في إطار الرؤية الطموحة 2030.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال