التعليم والتدريب في دول الخليج العربي .. Europe 2020 

لقد تم الاعتراف على نطاق واسع بمساهمة أنظمة التعليم والتدريب الأوروبية عالية الجودة في عملية تحقيق الازدهار والتماسك في الاتحاد الأوروبي ، وذلك استنادًا إلى الاستراتيجية الرئيسية لأجندة لشبونة لعام 2000م والتي هدفت لجعل أوروبا أكثر اقتصاد قائم على المعرفة تنافسيًا وديناميكيًا في العالم وقادرًا على تحقيق نمو اقتصادي مستدام مع وظائف أكثر وأفضل و بدرجة تماسك اجتماعي أكبر.

 ومن هنا أكدت العديد من وثائق وسياسات التعليم الهامة في الاتحاد الأوروبي في السنوات الأخيرة  على أن تصميم أنظمة التعليم والتدريب في أوروبا هو عنصر حاسم في تحقيق هدف النمو الاقتصادي المستدام،  وكذلك  أكدت على أهمية التعاون في سياسات التعليم بين الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي.

وفي غضون ذلك، اعتمد الاتحاد الأوروبي استراتيجيته الجديدة للنمو Europe 2020 والتي تهدف إلى تحقيق نمو ذكي ومستدام وشامل في جميع أنحاء الاتحاد الأوروبي  بأكمله، وبناءً على هذه الاستراتيجية تم الاتفاق على العديد من الأهداف الرئيسية وذلك من أجل مراقبة التقدم نحو أهداف النمو المنشود ونظرًا لأن أنظمة التعليم والتدريب تلعب دورًا رئيسيًا في هذا السياق فلقد تم التركيز على هدفين رئيسيين يشيران على وجه التحديد إلى هذا المجال وهما: خفض معدلات التسرب من المدرسة إلى أقل من 10%، وزيادة نسبة الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و 34 عامًا والذين أكملوا التعليم العالي أو ما يعادلها إلى 40٪ على الأقل.

ومن أجل الاقتراب من هذه الأهداف ، اعتمدت المفوضية الأوروبية الإطار الاستراتيجي “التعليم والتدريب 2020” لتحسين التعاون  بين الدول الأعضاء والمفوضية الأوروبية بحيث يتم ذلك من خلال  الطريقة المفتوحة للتنسيق  وبالتالي الاحترام الكامل لكفاءات الدول الأعضاء في مجال التعليم والتدريب، ومن هنا جاءت المبادرتان الرئيسيتان لاستراتيجية أوروبا 2020م  وهما  مبادرة “أجندة  المهارات الجديدة والوظائف الجديدة” بالإضافة إلى مبادرة “الشباب المتنقل”  بشكل مثمر من أجل تحقيق الأهداف الرئيسية في التعليم والتدريب في الاتحاد الأوروبي.

 وبعد هذا الحديث عن درجة اهتمام دول الاتحاد الأوروبي بمنهجية ” التعليم والتدريب” و بناءهم لخطط استراتيجية مشتركة في عملية التعليم والتدريب بحيث تكون هذه الخطط تهدف إلى عوائد اقتصادية متبادلة تشمل جميع دول الاتحاد الأوروبي.  

 يكون هذا الحديث منشأ فكرة واقتراح أقدمها لوزارات التعليم في دول الخليج العربي بأن يتم توحيد الرؤى والتوجهات في العملية التعليمية فيما بين دول الخليج العربي، وأن يكون هناك تعاون واتحاد تعليمي بين دول الخليج العربي  يخدم النمو الاقتصادي والتنمية الاقتصادية فيها.