الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في الأشهر الأخيرة، لم يكد يوم يمر دون أن نبارك لأحد الحاصلين على شهادة (PMP)، التي شهدت أخيرًا حراكًا ضاعف عدد المقبلين عليها وحائزيها خلال العام الحالي في السعودية، مقارنةً بعدد الحاصلين عليها خلال الأعوام الماضية وفقًا لإحصائية منظمة (PMI).
واستنادًا إلى ندرة الحاصلين عليها في وقت سابق، يُشكِّك هذا العدد كثيرًا في ممارسات من حصلوا عليها في الفترة الأخيرة، ويثير سؤالًا: لماذا في الوقت الحالي؟
أتذكر منذ عامين أن زميلًا لي كان يبحث عن أحد الحاصلين على هذه الشهادة لشغل وظيفة راتبها نحو عشرين ألف ريال، لكنه لم يجد وقتها من يقبل بهذا الراتب. والآن، وصل الأمر أن تعلن هيئة حكومية عن طلب مُتدرِّبين في برنامج تمهير حاصلين على الشهادة، وهو البرنامج الذي يُدرِّب الخريجين الجُدُد، مع أن خبرة لا تقل عن ثلاث سنوات أحد متطلباتها الأساسية. لكنَّ هذا -بلا شك- لا يُقلِّل من أهميتها لمجال إدارة المشروعات، ولا من رغبة الجهات في استقطاب الحاصلين عليها، لكن، بطبيعةالحال، أصبح المتاح الآن أكثر من أي وقت مضى.
في رأيي أن التشكيك في هذه الشهادة مُتحيِّز ضدها؛ إذ لم تنحصر الأسباب، التي ضاعفت الرغبة في الحصول عليها، فيمن حصل عليها دون معرفة، أو من اختُبِر شخص آخر بدلًا منه، لأن الشهادة مدخل وحيد لا يغنيك عن تقييم المقابلة الوظيفية التي من خلالها سيتبيَّن معرفتك بالمحتوى وإلمامك به، وأيضًا التحقُّق من شروط الشهادة وتطابقها معك، ومنها الخبرة العملية في المجال، وإن تجاوزت معايير المنظمة بأي طريقة، ستنكشف قدراتك ومعرفتك الحقيقية لدى مسؤول التوظيف والإدارة المعنية بالاحتياج.
وهو ما يجعلني أتساءل: لماذا التشكيك بها فقط؟ فكثير من الشهادات المهنية في الوقت الحالي وما سبقه تُشترى بمقابل، أو أنك ستستطيع تجاوز الاختبار بالاعتماد على حفظ أسئلة مُكرَّرة دون فهم محتواها، ولم يحدث أن شكَّك أحد فيها كما هو الحال في هذا الوقت مع شهادة (PMP).
إجابتي أنا عن سؤال: لماذا تضاعف العدد في الوقت الحالي ما ساعد كثيرين على اجتياز الاختبارات؟ إن انخفاض تكلفة الدورة التحضيرية، بالإضافة إلى أزمة كورونا، جعلا خيارات التدريب والاختبار عن بعد متعددة ومتاحة، وبادر كثيرون بنقلالمعرفة مجانًا، كما ساعدت ترجمتها إلى اللغة العربية كثيرين من غير الملمين باللغة الإنجليزية على اجتيازها.
إن ما يسعدني أكثر أن الاهتمام بالشهادات المهنية والتعليم لدينا زاد عن أي وقت مضى، وقد كتبت مقالة هنا في صحيفة مال قبل عامين تتحدث عن أهمية الشهادات المهنية في منافستها للشهادات الأكاديمية في الحصول على الوظائف، وأتمنى أن نجد محتوى عربيًّا لكثير من الشهادات المهمة في المجالات المختلفة التي يبادر صندوق الموارد البشرية (هدف) تعويض الحاصلين عليها.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال