الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
في كل مرة يتم الاعلان عن تعيين مسؤولا اجنبيا في احدى الشركات او المشاريع الحكومية غالبا ما يرافق ذلك تساؤلات (شعبوية) تربط تلك التعيينات بالتوطين وبرامجه ومبادراته. احترم بالطبع ردود تلك الافعال والتي قد يصيبني بعض من شرارها، لكن ككاتب رأي ومهتم بالموارد البشرية يجب علي توضيح اثر ذلك على مستقبل تلك المشاريع وتأسيسها بالشكل الذي يحقق اهدافها. ولعل ابلغ مثال على ذلك هو شركة ارامكو السعودية والتي اسسها وترأسها وافدين لعقود من الزمن حتى اصبحت انموذج يحتذى به، ثم نقل المعرفة للمواطنين الذين قادوا دفّتها واكملوا مسيرتها للعالمية بكل كفاءة واقتدار.
ومن ضمن تلك التساؤلات، ما سبب تلك التعيينات الاجنبية القيادية في الشركات او المشاريع الحكومية؟ وهل تتعارض مع مبادارات وبرامج التوطين؟ وهل ينقصنا كفاءات سعودية لشغل تلك المناصب؟ وهل هناك نقل معرفي لابنائنا وبناتنا ام سيسيطر عليها الوافدين؟. كل تلك التساؤلات منطقية وسأجيب عليها، بل سأوضح العديد من الامثلة لأشهر المشاريع الحكومية سواء كانت في نيوم او القدية او البحر الاحمر.
فسبب تلك التعيينات اولا هو ندرة القيادات السعودية في تلك القطاعات الحديثة كالترفيه والسياحة، وما يثبت ذلك هو سيطرة السعوديين والسعوديات على المناصب القيادية في القطاعات التي تمرّسنا فيها لعقود من الزمن كالبنوك والصناعة والنفط والغاز والبتروكيماويات والتعليم والصحة والعقار والانشاءات، اما تلك المشاريع النوعية العالمية الحديثة والمواكبة للرؤية فيجب ان يقود دفّتها خبرات عالمية تسهم في نجاحها وتحقيق اهدافها والتي من اهمها خلق وظائف لابنائنا وبناتنا وهذا ما يستبعد اي تعارض لتلك التعيينات على برامج التوطين ومبادراته.
اما بالحديث عن النقل المعرفي ومستقبل الموارد البشرية في تلك المنشآت فعلى سبيل المثال سنجد في (نيوم) ان ادارات الاستثمار، والتحول، والاستراتيجية، والشراكات، وادارة المشاريع، والموارد البشرية، والحوكمة، والتقنية، والمالية، والمسؤولية الاجتماعية كلها تدار بقيادات سعودية شابة من الجنسين. واذا ما تحدثنا عن (القدية) سنجد ان ادارات المالية، والاستثمار، والموارد البشرية، والقانونية، وتقنية المعلومات، والتطوير، والانشاء، والتواصل تدار ايضا باياد سعودية شابة.
اما عن مشاريع (البحر الاحمر) فإن ادارات الموارد البشرية، والتسويق والهوية، والتدريب والتطوير، والاستراتيجية، والمشتريات، وادارة المشاريع يديرها شباب وشابات سعوديين من ذوي الكفاءة والخبرة. كل تلك امثلة فقط لتوضح ان مستقبل تلك المشاريع مطمئن ولله الحمد خاصة في ظل اشراف مباشر وترأس لمجالس ادارتها من قبل قائد هذه الرؤية الطموحة سمو ولي العهد او من خلال صندوق الاستثمارات العامة والذي يتراس سموه مجلس ادارته ايضا، لذا فإني ارى في تلك التعيينات الاجنبية فرص إستثمارية معرفية مهولة تعزز لمستقبل اقتصادي متين.
دمتم بخير،،
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال