الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
على الرغم من أنّ تغيير استراتيجية المنشأة قد يكون فرصة ذهبية لها للارتقاء في سوق العمل؛ فإن اتخاذ القرارات الإستراتيجية يُعد من أعقد الأشياء التي يواجهّا أصحاب القرار داخل المنشأة. وتتمثل صعوبة اتخاذ هذه القرارات في تحقيق التوازن داخل وخارج المنشأة؛ وهو ما يذكرني بالرمز والمصطلح الصيني القديم “اليين واليانغ”. وفقاً لهذا المصطلح، فهناك دائماً طاقتان متضادتان تعملان في عكس اتجاه بعضهما البعض، ومع ذلك، هما مكمّلان لبعضهما البعض، ولا يمكن فصلهما. وبالمِثل في عالم إدارة الأعمال، فهناك دائماً متضادان يرتبطان ببعضهما البعض ارتباطاً وثيقاً، ويؤثر كلاً منهما على الآخر.
يتحدث الكاتبان، جيمس كولينس، وجيري بوراس، في كتابهما “Built to Last” أو “بُني ليبقى” عن اعتقاد العديد من رواد الأعمال، بأنه لا يمكن العيش مع فكرتين متضادتين في آن واحد. حيث يقول كولينس أنه لا يمكن على سبيل المثال الاختيار بين جودة المنتج والتكلفة المحددة له، فكلما زادت التكلفة فإن ذلك يؤثر على مدى جودة المنتج النهائي، وأنّ جودة المنتج العالية لم تكن لتتحقق إذا لم يتم توفير التكاليف المناسبة. ونستطيع تطبيق هذا المثال أيضاً على التوازن بين المتطلبات الداخلية والخارجية للمنشآت؛ فتلبية متطلبات المنشأة الداخلية من توفير بيئة عمل مناسبة وتوفير احتياجات الموظفين العاملين لا يقل أهمية عن محاولة المنشأة لتلبية احتياجات ومتطلبات العملاء والزبائن. وكلاً منهما يؤثر على الآخر بشكل كبير قد لا تدركه بعض المنشآت الحديثة، وتقع في فخ الاختيار بين أحدهما وتهمل حق الآخر، وفي النهاية يتهدّم كل شيء. فمثل هذه العوامل ترتبط ببعضها البعض بشكل وثيق، ولا يمكن الاهتمام بأحدهما فقط وإهمال الآخر. كذلك في كل ما يخص إدارة الأعمال داخل المنشآت والاستراتيجيات التي تضعها المنشأة وتعمل على تطويرها أو تغييرها بين الحين والآخر.
بالتأكيد يتوارد إلى ذهنك الآن سؤال بديهي، وهو: “كيف يمكننا قياس مثل هذه العوامل المتضادة داخل المنشأة؟” ولتوضيح هذا التساؤل، هناك بعض الأدوات الإستراتيجية التي يستطيع أصحاب القرار بالمنشأة من خلالها قياس مدى نجاح المنشأة في تحقيق التوازن المطلوب؛ وهما The Balanced Scorecard وSWOT.
أولاً أداة The Balanced Scorecard هي نظام تخطيط وإدارة استراتيجي، تعطي الفرصة للمنشآت الكبيرة والصغيرة على قياس حجم أدائها، وأهدافها المتضادة والمرتبطة في نفس الوقت، وقياسها مع الأهداف الاستراتيجية للمنشأة، كما تساعد الأداة على استمراريه وجود هذه العوامل المتضادة جنباً إلى جنب، وتطويرها لتحقيق أفضل استفادة للمنشأة من كلاهما.
ثانياً أداة SWOT، المعروفة للجميع وهي أداة تقييمية لأربعة عناصر من المهم دراستها في أي منشأة، عوامل القوة، وعوامل الضعف، والفرص، والتهديدات. فهي تساعد بشكل كبير في وضع خطة استراتيجية دقيقة مُعتمدة على دراسة جميع الجوانب المتعلقة بإدارة المنشأة.
ومع بداية عام جديد؛ من الهام جداً أن نطبّق أفضل الاستراتيجيات والمنهجيات المُتبعة في كبرى منشآت العالم، لوضع خطط استراتيجية أفضل وأنجح. كما أنه من المهم أن نلجأ للمتخصصين ونستفيد دائماً من استخدام أحدث الأدوات والنماذج من أجل تحليل الأمور بدقة من جميع الجوانب وإيجاد أفضل الحلول التي يجب اتباعها من أجل تحقيق الأهداف والنجاح المرجو.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال