الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
نلاحظ دائما حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان ونظرتهم الطموحة على إدارة مصالح الاقتصاد وتطويره، فرؤية المملكة العربية السعودية 2030 ارتكزت على ثلاث محاور رئيسية مجتمع حيوي، اقتصاد مزدهر ووطن طموح.
فما حدث في قمة العلا والذي كان من أهم مخرجاته تعزيز العلاقات الخليجية والتكاتف من جديد والمتوقع أن هذا التكاتف سينتج منه العديد من الآثار الاقتصادية الإيجابية للدولة بشكل عام وللمواطن بشكل خاص في جميع دول مجلس التعاون الخليجي. وأيضا من ضمن القرارات الحديثة التي أصدرها المجلس ما يخص استكمال متطلبات الاتحاد الجمركي، والسوق الخليجية المشتركة وتحقيق المواطنة الإقتصادية الكاملة ، فهي خطوة جدا رائعة والتي من المتوقع كنتيجة لهذا القرار، زيادة عملية التبادل التجاري بين دول مجلس التعاون الخليجي بالإضافة الى تسهيل الفرص الاستثمارية للأفراد لتحسين وتعزيز دخولهم.
وهذا من الممكن أن نلاحظ بوادره على سوق الأسهم الخليجية. ففي يوم الأربعاء بتاريخ 06/01/2021 ارتفعت أسهم الأسواق الخليجية بإستثناء البحرين كنتيجة لقمة العلا، حيث ارتفع مؤشر سوق الأسهم السعودية واستمر ارتفاعه حتى يوم الخميس الماضي.
فما الذي دفع أسواق الأسهم الخليجية للإرتفاع؟
غالبا ما تؤثر المشاعر الشخصية على استقرار السوق وفي حالة السوق السعودي فإن المضاربين الأفراد مسيطرين عليه بشكل كبير، فعندما يكون سلوك المتعامل في السوق مدفوعا بالعواطف فذلك قد يؤدي إلى أرباح أو خسائر مالية وفشل في تحقيق أهدافه المالية.
أظهرت العديد من الدراسات أن سلوك المتعامل في السوق قد يزعزع توازن السوق بسبب تأثيره على أسعار الأسهم والعوائد. كدليل على ذلك ما أكده الباحث (Shu, 2010) حيث ربط ارتفاع أسعار الأسهم بمزاج أفضل وسلوك إيجابي للمتعامل بالسوق، وأيضا ربط انخفاض الأسهم بالمزاج السلبي للمتعامل. فالسلوك الإيجابي للمتعامل يشجعه على الحكم على الأسهم بشكل أكثر تفاؤلا والعكس صحيح في حالة المزاج السيء.
فالنظرة السلوكية لهذا التغير الملحوظ على مدخلات سوق الأسهم الخليجية والسعودية كنتيجة لقمة العلا بشكل خاص قد يرجع إلى أن نتيجة القرارات الحكيمة من بيان العلا ومن ضمنها قرار التكاتف والتعاون الخليجي شجع وأعطى الخليجيين الأمان والسرور والثقة مما ساهم على زيادة انشطتهم في سوق الأسهم. فالبيئة المحيطة للمتعامل وبشكل خاص الايجابية في حالة التكاتف الخليجي أشعرته بالفرح مما زاد قدرته النفسية لدخول السوق متحملا نتائجه الايجابية والسلبية.
فالعديد من الدراسات في مجال التمويل السلوكي اثبتت أن المتعامل في سوق الأسهم يتأثر بالعديد من العوامل المختلفه المحيطه به كالطقس والأحداث الإجتماعية والدينية والتي بدورها تحفز سلوك القطيع في السوق المالي وتم أخذ هذه العوامل في العديد من الأبحاث السابقة ( e.g. Sunders, 1993; Kamstra et al, 2000; Nofsinger, 2003; Frieder and Subrahman, 2004; Pantzalis and Ucer, 2014 and Gavriilidis et al, 2016)، فنحن نتذكر فرحة المواطن السعودي بعد أمر رفع منع التجوال جزئيا بتاريخ 26/04/2020 بعد انتشار جائحة كورونا، حيث لاحظنا ارتفاع جميع الأسهم المتداولة باستثناء سهم شركة واحدة فقط، بعكس نتائج الربع الأول من عام 2020 حيث أغلق المؤشر العام للسوق المالية عند مستوى 6505,35 منخفضا 2314.09 كنتيجة للمشاعر السلبية للإعلان عن تفشي وباء كورونا.
فحركة الأسهم التصاعدية والتنازلية تضيء الوعي اللامنطقي لدى المتعامل في السوق عند تحديد الاسهم المناسبة له في السوق وقد تدفعه الى العديد من التحيزات السلوكية كالقطيع مثلا والتي بدورها تؤثر على استقرار السوق. وهذا التغير السلوكي للمتعامل يتأثر بالعديد من العوامل والقرارات السياسية والمعتقدات والمناسبات الدينية. فمعرفتنا ليست كامله فيما يتعلق بالتأثيرات الثقافية الأخرى. سيتم تحسين فهمنا من خلال إجراء العديد من الأبحاث حول آثار الإنحرافات المالية مثل الطقس والعطلات وغيرها من العوامل على سلوك القطيع في السوق السعودي. وبالتالي، لمساعدة المستثمرين على إتخاذ القرارات الصحيحة وتجنب الأخطاء والتحيزات السلوكية، قد يكون من الضروري فهم العوامل التي تؤثر على اتخاذ قراراتهم بشكل أفضل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال