الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا شك أن أكثر كلمات تم تداولها العام الماضي كانت سلبي وإيجابي، إشارة إلى نتائج الاختبارات الخاصة بفايروس كورونا، حتى وصف البعض أن أكثر كلمة سلبية تم تداولها خلال ذلك العام هي كلمة إيجابي، وبنفس الكلمات تم وصف عام 2020 بأنه عام سلبي لدى البعض وعام إيجابي لدى البعض الآخر. من السهل أن نركّز على الآثار السلبية لأزمات العام الماضي ونترك الجوانب الإيجابية، لكن من وجهة نظري أنه على الرغم مما مررنا به خلال ذلك العام من تحديات وصعوبات على صعيد العمل والحياة الشخصية لدى الكثيرين، أرى أنه كان عام به من الإيجابيات الكثير.
بفضل الله استطاعت المملكة أن تكون مثالاً يحتذى به في التعامل مع الأزمات، وكيفية وضع الإنسان على رأس الأولويات والحفاظ على الموارد البشرية التي هي العمود الفقري والداعم الرئيسي للنمو وتحقيق النجاح، وكيف كانت دولتنا قادرة على الابتكار في حماية كل من يعيش على أرضها من خلال الاعتماد على التقنيات الحديثة والتكنولوجيا لمواجهة مخاطر وباء كورونا، وكيف كانت الحلول الإبداعية في تقديم الخدمات سواء التعليمية والصحية والغذائية وغيرها.
على صعيد العمل، أرى أنه على الرغم من مواجهة المنشآت لصعوبات وتحديات كبيرة ومختلفة، إلا أنني مقتنع تماماً أن الأزمات هي من تصنع النجاحات، وأن هناك العديد من الابتكارات والمنتجات والخدمات التي تم تحويرها والبدء في إطلاقها لتتماشى مع عالمنا الجديد، لكن أرى أنه من أكبر التأثيرات الإيجابية التي حدثت للمنشآت هي اختصار سنوات كثيرة كانت مطلوبة من أجل التحول إلى الرقمنة الكاملة، وإيمان أصحاب القرار في المنشآت بأهمية الاتجاه إلى التقنيات الرقمية في كل جوانب العمل، وما يتبع ذلك من تطور في مستوى الخدمات التي تُقدم، وإطلاق البرامج والأنظمة التي تساعد المنشآت على التحول إلى بيئة العمل الرقمية، سواء من خلال إدارة العمل عن بعد أو تكنولوجيا البيانات الضخمة وإدارتها والاستفادة منها.
على الصعيد الفردي، أرى أنه كان عام مليء بالفرص لتطوير المهارات والقدرات، فمع اكتشاف الفرص الجديدة في الأسواق، ومتابعة التحولات الكبيرة والجذرية في طرق الحياة والعمل، كان لا بد من أفراد قادرين على استخدام الأدوات الجديدة والتقنيات الحديثة، من خلال اكتساب المهارات التي تساعدهم على التطور وأخذ مكانة أساسية في مستقبل العمل.
أخيراً أود القول، أنه بطبيعة الحال كان عاماً صعباً على الجميع، لكن هناك من استطاع أن يحوّل هذه التحديات إلى فرص، وهناك من لم يحالفه التوفيق، وما زال أمامنا الوقت والفرصة للتغيير والتطور والنمو.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال