الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
خلال الربع الأخير من العام الماضي 2020 صدرت تقارير تشير إلى أن الصناديق التي تتبع الحوكمة البيئية (ESG) لن تتمكن من الاستثمار في الشركات المدرجة السعودية ولن تكون هذه الصناديق ضمن المستثمرين بالسوق المحلي السعودي تداول، وهو شيء تعمل عليه شركة تداول بحسب تصريحها. هذه ليست المفاجأة خصوصا وأن كثير من الشركات الكبرى حول العالم والأسواق كذلك غير مؤهله أن تكون ضمن التصنيف المتاح لهذه الاستثمارات التي تعد صديقة للمجتمعات والبيئة.
تذكرت هذا التقرير خلال متابعتي لكلمة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان التي أطلق فيها المدينة الحلم “ذا لاين” والتي ستكون صديقة جدا للبيئة والمجتمعات وتتسم بالابتكار واحتضان تقنيات المستقبل والذكاء الصناعي وهذا أقرب لما جاء في بعض الأفلام مثل أرض الغد Tomorrow land، بل بحسب ما هو مخطط له في اعتقادي الشخصي أنها ستكون مرجعا ومؤشرا دوليا للعناية بالبيئة والمجتمع وتمكين الابتكار واستغلال التقنية. وهذا ما سنراقبه ويراقبه العالم خلال فترات تنفيذ المشروع وحتى اكتماله في 2030.
ما يعطي المشروع مصداقية التنفيذ تبني سمو ولي العهد له فتصوروا معي أن سموه وبصفته رئيس لمجلس إدارة نيوم هو من أطلق المشروع وقدمه إلى العالم وتولى الترويج له هذا يعطي عمل بهذا الحجم أمرين مهمين شغف الريادة والدعم القيادي.
دائما تحظى البدايات الجديدة بدعم القيادات حتى تتمكن من الاستمرار والمواصلة وهذا مشاهد على مر التاريخ فمن حملات الاستكشاف التي خاضها البحارة قديما لاكتشاف الأراضي وما وراء البحار إلى أنواع الدعم المادي والمعنوي التي حصلت عليها الصناعات الجديدة, جميعها تحققت بالدعم والإرادة القيادية. رغم كل ما حققته ناسا من اكتشافات وإنجازات في مجال الفضاء إلا أنها كانت ولا زالت تعتمد دعم الحكومة الأمريكية لقد أقر لناسا في العام الحالي ميزانية ب23.3 مليار دولار بزيادة 3% عن العام الذي سبقه وهذا ما يضمن لناسا بجانب مواردها الذاتية استمرارها في الاكتشافات واستمرار تفوقها في السباق الفضائي.
لقد وضع الأمير محمد بن سلمان أولى الأساسات لتحفيز الانسان نحو استغلال التقنيات لتخدم البشر بشكل أكثر فائدة وفاعلية، إرادة القيادة ستذلل المصاعب أمام من يريد أن يصنع فارق في حياة الإنسان.
بهذا الدعم والإرادة القيادية ستتمكن ذا لاين من تجاوز تحديات الانفاق على الابتكار والبحث والتطوير وهذا ما سيجعلها مميزة في عين الطامحين وأكثر جذبا لهم, ببساطة لأن الشركات والقطاعات الخاصة في أي مكان لن تجرئ على ضخ الاستثمارات في مثل هذا التوجه وهي تعرف أن البدايات مكلفه ولكن هذه البدايات هي من ستفتح باب التطوير والابتكار فالشركات لا تستطيع النظر باتجاه واحد وتغفل العائد والربحية فهذه طبيعتها بخلاف التوجهات الحكومية والرؤى المستقبلية التي تمتلك قدرة الموازنة بين المنظور التنموي والاقتصادي معا.
“ذا لاين” لن تحقق عائدا اقتصاديا مهولا في البدايات ولكنها ستبني أرض خصبة لتطوير التقنيات واستغلالها بالطريقة المثلى التي ستساهم بدوها في زيادة التمكين التقني. انتظر أن تكون المدينة عاصمة وحاضنة للعقول المبتكرة والريادية من العالم.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال