الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عام 2021 يحمل إرثاً ثقيلاً من عام الجائحة وحالة كبيرة من عدم اليقين لانتعاش الطلب على النفط وضبابية العودة لمستويات ما قبل الجائحة.
وكالة الطاقة الدولية وكما هو ديدنها مطلع كل عام عند ارتفاع الاسعار، تحاول كبح جماح الاتجاه الصعودي للأسعار كما فعلت في الأعوام الماضية بتوقعات محبطة للسوق ورسم تحدّيات مُغايرة للواقع وتوقعات لا تعكس الاساسيات، ولكن بسرد سلبي تشاؤمي لكبح جماح الاتجاه الصعودي للأسعار مطلع العام 2020 والعام 2018 عندما هبطت بسعر خام برنت تحت حاجز السبعين دولار.
حتى وان لم يصعد سعر خام برنت هذا العام إلى 70 دولار، ولكن بمجرد قربه من 57 دولار في الاسبوع الماضي، ولأن الاساسيات لا تعكس هذه المستويات، لم تستطع وكالة الطاقة الدولية أن تبعث اي تشاؤم في سوق يسوده اصلا حالة كبيرة من عدم اليقين، فما كان منها إلا الاستعانة بتأثير ارتفاع الاسعار على زيادة انتاج النفط الصخري وإرسال إشارات بنظرة مستقبلية مضللة على المدى القصير، في حين تفيد الوكالة ان توقعات اسواق النفط تشوبها متغيرات طرح اللقاح.
اصدرت الوكالة عدة تصريحات متناقضة مع ارتفاع الاسعار مطلع العام:
* النفط الصخري ضروري في الوقت الحالي مع ارتفاع الاسعار.
* جزء كبير من النفط الصخري الأمريكي مربح بمستويات الاسعار الحالية.
* العديد من منتجي النفط الصخري سيكونون قادرين على زيادة الإنتاج هذا العام وفي عام 2022، وعلى المدى القصير سنحتاج إلى النفط الصخري لسد الفجوة في ميزان العرض والطلب.
* لا ينبغي لشركات النفط الصخري التقليل من شأن “كهربة قطاع النقل”.
* يجب على منتجي النفط الصخري توخّي الحذر بشأن دور النفط طويل الأجل في الطلب على الطاقة.
* ينبغي أن يكون المنتجون على دراية بتراجع حصة النفط في مزيج الطاقة العالمي المستقبلي.
* منتجي النفط يواجهون تحدياً غير مسبوق لتحقيق التوازن بين العرض والطلب، حيث أن العوامل بما في ذلك وتيرة واستجابة اللقاحات تخيم على التوقعات.
جاءت تصريحات وكالة الطاقة الدولية المتضادة في الوقت الذي لا يستطيع السوق استيعاب اي زيادة من النفط الصخري، وفي الوقت الذي توقعت فيه إدارة معلومات الطاقة الأمريكية (EIA) أن يصل متوسط إنتاج الولايات المتحدة من النفط 11.1 مليون برميل يوميا في عام 2021، بانخفاض 200 الف برميل يوميا عن مستوى إنتاج 2020.
تجاهلت الوكالة ان النفط الصخري يحتاج إلى مستويات أسعار أعلى لسداد الديون المتراكمة، حتى لو تجاوزت الاسعار 50 دولا، فسوف يستغرق الأمر من شركات النفط الصخري في الولايات المتحدة 3 إلى 4 سنوات في المتوسط لتخفيض مستويات الديون إلى مستويات صحية مقارنة برأس مالها الإجمالي.
تجاهلت الوكالة توقعات انخفاض نمو انتاج الولايات المتحدة الامريكية، هذا ولم تطرح الوكالة التحديات التي يواجهها منتجي النفط الصخري والتراجع الكبير في عدد الحفّارات، هذا بالإضافة إلى ان تكلفة النفط الصخري ترتفع مع الوقت. ايضاً العمر الافتراضي لآبار النفط الصخري قصيرة جداً مقارنة بحقول النفط التقليدي وتحتاج الى اعداد هائلة من الآبار لتغطية نفس كمية الانتاج من عدد اقل بكثير من ابار النفط التقليدي.
وكالة الطاقة الدولية بتوقعاتها تُرجّح ان مستويات الأسعار الحالية مازالت تُحفّز منتجي النفط الصخري على زيادة إنتاجهم ما سينعكس سلباً على معروض النفط في الأسواق. وهذا موقف مجحف لجهود منظمة أوبك لتوازن السوق في السنة الخامسة على التوالي، وبعد نجاحها في استيعاب اكبر صدمة للطلب على النفط في التاريخ.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال