الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
يذكر المؤلف ” Hersey ” في الفصل الثامن من كتابه ” Management of organizational behavior” بأنه: “بينما كان أحد المؤلفين يقوم بالبحث ضمن مختبر للبحوث والتطوير، فإنه قام بالعمل مع مدير المختبر والذي كان مسؤول عن العلماء في هذا المختبر.
لاحظ المؤلف أن المدير كان مسؤول عن أحد أهم العلماء في الطاقم، لقد كان هذا “العالم” ملتزماً بوظيفته، إلى درجة لو أن المدير جاء إلى المختبر في الساعة الثامنة مساءً، كان من الطبيعي أن يرى ضوء المختبر مشتعلاً، ولقد كان هذا العالم يعمل في المختبر حتى خلال عطلة نهاية الأسبوع، وهذا مما جعله يمتلك العديد من براءات الاختراع والمساهمات التي تفوق أي شخص آخر في المختبر.
ومن خلال ملاحظات المؤلف فقد كان هذا المدير يتصرف بشكل مناسب مع هذا “العالم” من خلال استخدام نمط يعتمد على المهمة المنخفضة (العلاقة المنخفضة)، لذلك؛ بدلاً من العمل معه كأحد أفراد طاقم العلماء فقد كان المدير يتصرف معه وكأنه هو الآخر مدير، بل كان يضمه ضمن مستويات مرتفعة في المؤسسة، ولقد كان المدير يحاول أن يزيد من إمكانية هذا العضو في الطاقم وذلك من خلال المشاركة في نشاطات تربوية مثل اكتسابه الموارد الضرورية وتنسيق نشاطاته مع نشاطات باقي أفراد الطاقم.
وبالرغم من أن هذا “العالم” كان متميزًا جداً ضمن هذه البيئة المؤسسية، فلقد توصل المؤلف إلى أن هذا يختلف تمامًا عن البيئة الأخرى لهذا “العالم” حيث كان يُنظر إلى سلوكه بصورة مختلفة في البيئة الأخرى وهي عائلته، فضمن بيئته العائلية كانت زوجته تنظر إلى سلوكه المرتبط بالعمل لساعات طويلة وخلال فترات عطلة نهاية الأسبوع كمؤشر يدل على عدم اهتمامه بها وببناته الصغيرات، لذلك ووفقاً لوجهة نظر زوجته فإن تصرفاته كانت غير ناضجة، وبالتالي؛ فقد عاد من إحدى الأمسيات إلى بيته ليجد ملاحظة من زوجته تقول فيها إنها قامت بحزم حقائبها وأخذت بناتها من أجل أن تبدأ حياة جديدة، لقد شعر “العالِم ” بالصدمة من تصرف زوجته حيث أنه كان ينظر إلى تصرفاته بشكل مختلف عن زوجته، وأنه من المفترض أن يُكرم وليس أن تكون هذه ردة الفعل.
اهتم المؤلف بهذا “العالم” وبسيرته؛ حتى لاحظ مع الوقت انخفاض المستوى الإنتاجي “للعالم” مما أثر على إنتاجية المؤسسة، وبالتالي أثر على مكانة “العالم” لدى المدير، وأثر على مكانة المدير لدى مسئولي الشركة”.
ومن هنا هذا نداء لجميع المدراء والقادة في جميع مؤسسات القطاع العام والقطاع الخاص، إن أردت المحافظة على الإنتاجية المتميزة من أحد الموظفين أو العاملين لديك، فيجب عليك النظرة طويلة المدى والأمد، حتى تستمر الإنتاجية والتفوق. الاقتصاد والإنتاجية ليست مسألة وقتية قصيرة، بل هي عملية متراكمة نجاحها يعتمد بعد توفيق الله عز وجل على الاستمرارية في الجودة والتميز وفق خطة تدرس من كافة الجوانب المحيطة بالموظف أو العامل.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال