لماذا لم تنجح صناعة مقطورات الألمنيوم؟

كل شيء متوفر لإنجاح صناعة مقطورات الألمنيوم في المملكة ابتداءً من الطلب العالي الذي اعلنت عنه شركة ارامكو بتغيير مقطورات نقل المواد البترولية الخام من مقطورات مصنوعة من الكاربون ستيل الى خام الالمنيوم بسوق محلي يقدر حجمه ب ٧ مليارات ريال ونمو سنوي يصل الى ٥٪؜.

 والمادة الخام من الألمنيوم متوفرة محليا من خلال شركة معادن أحد أكبر المصانع في العالم، وتوفر التقنية السهلة المشاعة، وبنية تحتية ضخمة تمثلها المدن الصناعية في المملكة، واموال للإقراض من صندوق التنمية الصناعي الذي تضاعف ميزانيته الى أكثر من مائة مليار، كذلك صناديق الاقراض المنشأة حديثا من الشركات العاملة في المملكة كأرامكو وسابك.

إن جميع متطلبات النجاح متوفرة لكن المحصلة النهائية لم ينجح أحد وتم استيراد جميع المقطورات من الصين ودول اخرى.

بل ان هناك معلومات – غير مؤكدة – تشير الى ان مصانع متخصصة في هذا المجال تقوم باستيراد المنتج كاملا من الخارج ويتم تجميعه محلياً.

وليس مهم في هذه اللحظة التاريخية التي نمر بها من تحديات تطبيق رؤية ٢٠٣٠ ان نعرف ما هي الأسباب، وإنما المهم اليوم ان نعترف بواقعنا وان نعيد مراجعة استراتيجيتنا ونقوَم طريقنا نحو الهدف المرصود في الرؤية.    

تلك الرؤية التي علمتنا الشجاعة بالاعتراف بأخطائنا، وعلمتنا الطريقة لتصحيحها من خلال ما نصت عليه بوجود مراجعه كل عامين لتقييم ما انجز وتصحيح الطريق.

صناعة مقطورات الألمنيوم مثال واحد لعشرات الأمثلة لصناعات كثيرة كان بالإمكان تصنيعها محليا ، وتوفير وظائف للمواطنين .

لكن لا يمكن لنا ان نحقق تلك الطفرات في الصناعة دون تغيير استراتيجية الصناعة المتبعة في ثمانينات القرن الماضي، وكتابة إستراتيجية جديده تتوافق مع رؤية ٢٠٣٠.

صناعة مقطورات الألمنيوم تأكد بإننا بحاجة الى نموذج اقتصادي جديد، وتغيير الإستراتيجيات المتبعة مسبقاً والتي ما عاد أن تتناسب ووقتنا الحاضر من اعتبار ان الإنفاق المالي وزيادة عدد المصانع انجازا.

الصناعة التي لا توفر وظائف بحجم طموح المواطن هي صناعة مكلفة ومستنزفه لجيوب الوطن والمواطن ، وإغلاقها هو الانجاز الحقيقي لوقف الخسارة.