كيكة المغادرة أم القدوم

كثير منّا يمرّ على تغيرات في عمله من مجال لآخر ومن منشأة لأخرى. يعتري هذه الأيام عمل وإنجاز واختلافات وجهات النظر الإدارية. يبدأ الموظف غالباً بلقاءات تعريفية عن الشركة ومجالاتها وموظفيها  Induction Plan حيث تهدف هذه الجولة التي قد تمتد إلى أسبوع أو أكثر -على حسب حجم المنشأة والمسمى الوظيفي- وفيها يتعرف على كيفية العمل والأنظمة المتبعة و المشاكل المطروحة والتحديات وما هي الأشياء المتوقعة منه، إنها بداية جادّة. لكنه وحينما تحين الظروف فإن الموظف قد يأخذ قراراً بالاستقالة وعادة ما يكون -عُرفياً- فإن قسم الموارد البشرية أو الفريق العامل يُقدم كيكة وداع Farewell أو هدية تذكارية للموظف وخصوصاً ممن له تأثير إيجابي أو ذو سمعة حسنة في المنشأة. 

وتساؤلي قد يكون غريباً، لماذا نشأت كيكة للوداع ولم تنشأ للاستقبال؟ تقديم كيكة ترحيبية أو شيء رمزي تحفيزي للموظف الجديد أولى وأهمّ من وداعه لعدة أسباب تعطي حافز عالي للمبتدأ، ترفع سقف التوقعات، تخفف من الضغط النفسي للعمل الجديد، وتزيد من الشعور الانتمائي. 

إن انخراط الموظف الجديد بمشاكل وتحديات العمل من أول الأيام مهم ليُسرع اندماجه الذهني مع العمل الجديد لكنها أحياناً تسبب صداع وقلق وخوف، هل أنا مناسب؟ هل الشركة مناسبة؟ صعب العمل أو سهل؟ كيف مديري؟ كيفية التعامل مع الفريق؟ كيفية التعامل مع زملاء العمل؟ هل أستطيع تحقيق الأهداف؟ كثير من التساؤلات تحت الموازنة والتقدير بشكل يومي حتى شهر أو شهرين من تاريخ الإنضمام فلذلك وجود أشياء وأمور تحفيزية واجتماعية تسهل الاندماج الإيجابي للموظف. كثيراً ما أسمع بأن هناك أشخاص استقالوا من العمل الجديد خلال شهر أو شهرين فقط! وحينما تُحلل الموضوع فهي عبارة عن أزمة التكيف الأولي مع العمل الجديد ليس إلا. من الصعب الحكم والوصول لصعوبة وضغط العمل من خلال شهر فقط، وإن كان أحياناً الكتاب يبين من عنوانه لكنه مهما كان لن يكون دقيقاً لاتخاذ قرار كهذا. 

أقترح على الموارد البشرية والمدير المباشر أن يُقدموا كيكة استقبال أو جلسة خفيفة ترحيبية أو كأساً من القهوة خارج العمل لأجل تسهيل المهمة للشخص الجديد وهذا بدوره يزيد من الحماسة والتقدير النفسي للموظف الجديد. كما أن هذا لا يمانع تقديم  كيكة وداعية لشكر الموظف وترك بصمة حسنة عليه وعلى الفريق لأننا كبشر نفرح بالثناء والشكر، ومن الأمور التي نؤجر عليها هو أن ندخل السرور على غيرنا.

ودمتم بودّ وسعادة،،