الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
كان من المفترض أن يكون لدى السعوديين أكثر من خمسة الأف جمعية تعاونية حتى نهاية العام الماضي2020، ضمن الخطة التي وضعت لها لتساهم في خلف الوظائف والمساهمة في الناتج المحلي، وحسب خطة رؤية 2030 كانت الجمعيات التعاونية ستخلق 700 ألف فرصة عمل ويرتفع عدد الأعضاء فيها كما هو حاصل في دول العالم الى نحو مليار شخص في 96 دولة أصبحوا أعضاء في جمعية تعاونية واحدة على الأقل، وعالميا بلغت قيمة دوران أكبر 300 جمعية تعاونية أكثر من 2ترليون دولار.
في السعودية كنا ننتظر أن ترتفع مساهمة الاقتصاد التعاوني من 1 في المائة في الناتج القومي للسعودية الى 5 في المائة مع حلول عام 2020، وتخدم هذه الجمعيات التعاونية مختلف المجالات والغايات وتساهم في خلق فرص وظيفية، وتدوير رأسمال يزيد عن 400 مليون وكنا نتوقع أن ترتفع الى مليار خلال عام 2020، ويرتفع عدد الأعضاء والمستفيدين الى اكثر من مليونين شخص. إلا أن أي شي من هذا لن يحدث، فالإقبال على تأسيس وإنشاء الجمعيات التعاونية في السعودية ضعيفة وهزيلة، ولا اعرف كيف أهملت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية الجهة المعنية في تطبيق وتحقيق رؤية 2030،ومعالجة الخلل قبل أن يتضاعف خاصة أن المنجز حتى الآن لا يشفع لاستمرار هذه الجمعيات المريضة الضعيفة.
الأسبوع الماضي كنت استمع الى مداخلة رئيس مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية في إذاعة مكس FM وبرنامج مكس بزنس الدكتور عبد الله كدمان، الرجل تحدث بصراحة وقال إن الخطة بالفعل كانت خمسة الآف جمعية تعاونية عام 2020 أي العام المنصرم، إلا انه للأسف كانت الحصيلة 325 جمعية إضافة لـ 160 جمعية من السابق كانت موجودة بينما تحت التأسيس 370 جمعية، وهذا الرقم كما يقول رئيس مجلس إدارة الجمعيات التعاونية لا يتناسب مع متطلبات الحاجة ولا الكثافة السكانية وأيضا لا يتماشى مع المعيار العالمي، لا من حيث عدد الجمعيات ولا من حيث عدد الأعضاء.
وعن سبب هذا العزوف لتأسيس جمعيات تعاونية، يقول د. كدمان أن المرحلة السابقة الناس احجموا عن القطاع التعاوني لأمرين، كانت الأنشطة التجارية مفتوحة، وكان التاجر أو صاحب المؤسسة والشركة يعمل لوحده ونشاطه كان ينمو فهو لم يكن يحتاج الى تعاون، والأمر الآخر، أن دعاة النجاح الفردي كانوا يفضلون العمل بمفردهم من اجل مؤسساتهم وشركاتهم، لذلك أيام الطفرة نسب النجاح لهم، وبعد الطفرة اصبح تصحيح كبير وخرجت الكثير من المؤسسات والشركات إما شطبت سجلاتها أو أفلست.
حديث رئيس مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية مهم جدا للمسؤولين وخاصة وزير الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، لأنها الجهة المرتبطة والمعنية باعتماد هذه الجمعيات، وحتى يستطيعوا معالجة الخلل قبل أن تتسع الفجوة ولا نتمكن من حلها خاصة أن القيادة السعودية خطواتها متسارعة من اجل إنجاح رؤيتها وتحقيق كل المتطلبات التي تحتاجها رؤية 2030، وعلى الوزير ومعاونيه أن يتحركوا مشمرين سواعدهم ولا يتطلب البطء فتأسيس الجمعيات التعاونية ومنحها التسهيلات هو مطلب عالمي، لأنها تخدم الشعوب.
يضيف الدكتور عبد الله كدمان في لقائه الإذاعي في مكس FM ، تواجهنا الكثير من المعوقات ونحتاج الى أهمية معاملة الجمعيات التعاونية بميزة، وتقديم تسهيلات، ويقول الجمعيات لا تعامل مثل معاملة المنشآت الصغيرة والمتوسطة من الدعم والتحفيز والمقابل المالي للعمالة، بينما نلاحظ دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة أو متناهية الصغير، وهناك مخاطبات بين هيئة المنشاة الصغيرة والمتوسطة لضم الجمعيات التعاونية في هذا الجانب ويتحدث بحزن، “حتى الإعانات السنوية الحكومية انخفضت وتراجعت من 300 مليون الى 115 مليون ثم 30 مليون ريال”، ويتساءل، كيف ستوزع هذا المبلغ لو أن لديك الف جمعية؟
ويضيف أن الجمعيات التعاونية في الخارج تحصل على دعم مباشر وغير مباشر مما يمكنها من أداء عملها والجمعيات التعاونية هي عمل تشاركي يشترك فيه أصحاب المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والكبيرة وتفتح باب التوظيف، وعن اهم أسباب عزوف الناس لتأسيس الجمعيات. يقول رئيس مجلس إدارة مجلس الجمعيات التعاونية، أن إجراءات التسجيل في السابق كانت تستغرق من 12 شهر الى 18 شهرا، ومنذ فترة بدانا التسجيل الإلكتروني إلا انه يستغرق بعض الوقت أيضا خاصة فيما يتعلق ببعض الاجراءات الأمنية.
ويعترف الدكتور عبد الله كدمان أن انجح الجمعيات كانت جمعية منتجي الدواجن في عسير حيث حصلت على دعم حكومي بلغت 191 مليون ريال في عهد الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز وهي انجح جمعية على مستوى الشرق الأوسط، والأمر الآخر لكي تحصل على تمويل من بنك التنمية الاجتماعية تواجه صعوبة واشتراطات تعجيزية، بينما في دول أوروبا اسهل تمويل للقطاع التعاوني.
من غير المعقول أن يكون لدينا عدد محدود من الجمعيات التعاونية تحت سبع تصنيفات رئيسية، صيادي اسماك وتسويقية وزراعية وخدماتية، ومهنية واستهلاكية، أين بقية القطاعات؟، أين التقنية والإلكترونية؟ وغيرها، ربما ألوم وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية التي أبقت هذا الباب مغلقا ولم تلتفت إليه، وربما اجد العذر للوزارة فهي مسؤولة عن اهم وزارة وهي الموارد البشرية اللاعب المهم في رؤية 2030 ويتطلب إعادة صياغة سوق العمل وترتيبه، وملف التنمية الاجتماعية يتطلب تفرغ كامل وفريق عمل ذات خبرة ودراية، نحتاج الى أشخاص مثل سلاح المهندسين الذي في الحروب مهمته شق الطريق وتمهيده أمام القوات ليتقدم نحو الأمام، وهكذا نحن بحاجة الى فريق عمل يمهد الطريق أمام الأنظمة والتشريعات ويسهلها، ويبلغ القيادة العليا حينما تواجهه عقبات من جهة حكومية أخرى، فنحن أمام تكامل الخدمات بين الوزارات والمؤسسات الحكومية.
كما إنني لا أميل الى إطلاق التصريحات الرنانة لبعض المسؤولين والوزراء حيث يتحدث عن إنجاز طويل المدى بينما لم نلمس من المسؤول نفسه أي إنجاز قصير أو متوسط المدى، فكيف بالله عليكم نصدقه، انه سيتمكن من تحقيقه بعد هذه السنوات.
قبل أربع سنوات أطلق عبد الله الوابلي رئيس مجلس إدارة الجمعيات التعاونية حينها تصريحات صحافية وقال إن هناك مساعي لتأسيس 5211 جمعية تعاونية وتوفير أكثر من نصف مليون فرصة عمل بإجمالي تكلفة يصل إلى 15 مليار ريال، وذلك بهدف أن تكون السعودية ضمن أفضل عشر دول في الاقتصاد التعاوني بحلول 2020. وفي مارس2018 قال الدكتور عبدالله الشدادي؛ رئيس مجلس إدارة الجمعية التعاونية للإسكان، أن مجلس الإدارة يسعى الى إنشاء الفين جمعية إسكان تعاوني خلال 2030، بدلا من ست جمعيات في 2018، من فضلكم أحصوا لي عدد جمعيات الإسكان التعاوني بعد تلك التصريحات.
كنت سأشكل فريق عمل طاري وعاجل لبحث سبب تعثر قيام الجمعيات التعاونية فيما لو إنني مسؤول لأقلت بعض القيادات التي تتباهى بالمناصب، وعينت أشخاصا يحققون لي الرؤية ويضعون الحلول.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال