الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
هناك من يُلقي باللوم على مصادر الطاقة من الوقود الاحفوري، وهناك من يلقي باللوم على مصادر الطاقة المتجددة بالتسبّب في انقطاع الكهرباء الكارثي على ولاية تكساس بعد أحد أسوأ العواصف الثلجية على الولاية. فهل كان سبب انقطاع الكهرباء هو تعطّل محطات التوليد بالغاز او الرياح او بالطاقة النووية؟ ام كان السبب هو تعطّل خطوط نقل الكهرباء وقصور البنية اللوجستية لانها غير قادرة على العمل تحت الظروف الغير عادية في اكثر ولاية ثراءً بالطاقة في البلاد.
مصادر الطاقة الكهربائية في ولاية تكساس على النحو التالي كما هي موضحة في الشكل المرفق:
* الغاز %46
* طاقة الرياح %23
* الفحم %18
* الطاقة النووية %11
* الطاقةالشمسية %2
اذاً الطاقة المتجددة مسؤولة فقط عن إنتاج %25 من الكهرباء في ولاية تكساس، والتي لديها شبكة كهربائية منعزلة عن باقي شبكات كهرباء الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تغطيها ثلاث شبكات كهرباء رئيسية، واحدة تغطيها شرقاً، وأخرى غرباً، أما ولاية تكساس فتغطيها شبكة منعزلة عن باقي الولايات.
عندما تأثرت مصادر الطاقة من الغاز والرياح والفحم والطاقة النووية والطاقة الشمسية سلباً بسبب العواصف الثلجية، لم تتمكن شبكة كهرباء تكساس من تلقّي المساعدة من الولايات المجاورة، فأصبح هناك قدر هائل من حالات الانقطاع كان من الصعب عليهم التعامل معها من داخل شبكة الولاية الرئيسية وحدها.
كون الغاز اكبر مصادر الطاقة في الولاية، اذا قد لاتتحمل المحطات النووية المتجّمدة ولا توربينات الرياح المجمّدة القسط الأكبر من المسؤولية عن مشاكل انقطاع الكهرباء مؤخراً.
في الجهة المقابلة، يُلقى باللوم على الغاز بعد تجمّد خطوط انابيب الغاز الغير مُجهّزة للعمل في الطقس البارد بأنها السبب الرئيسي لفقد الملايين من تكساس الطاقة خلال العواصف الثلجية مع انخفاض درجات الحرارة إلى مستويات قياسية في معظم أجزاء الولاية، حيث يمنع الثلج تدفق الغاز ويسد الأنابيب، بينما كان هناك الكثير من الولايات تفادت ذلك واستثمرت في المعدات التي تساعد على منع هذا التجمّد، الا ان ولاية تكساس لم تدرك الحاجة لذلك.
اذا كانت البنية التحتية وخطوط الأنابيب في ولاية تكساس غير مستعدة لمثل هذه العواصف الثلجية الكارثية، فلماذا كان الوضع مُغايراً تماماً لسكان مقاطعة “إل باسو” El Paso في الركن الغربي الأقصى للولاية (الموضحة في الخريطة المرفقة) – كان الوضع مختلف عن معظم المقاطعات في ولاية تكساس، حيث نجت من ذلك الانقطاع الكارثي للتيار الكهربائي لعدة اسباب:
* كونها ليست ضمن شبكة كهرباء تكساس ولديها ربط كهربائي بالشبكات مع الولايات المجاورة.
* بفضل استعداداتها بعد أعقاب عواصف شهر فبراير عام 2011 بخطوط التوزيع من محطات الطاقة الخاصة بها وتجهيزها لحالات التجمّد الشديدة.
* محطات الطاقة الخاصة بها مجهزة بدعم مولّدات تعمل بالديزل في الطوارئ (backup diesel generators).
مزيج مصادر الطاقة في ولاية تكساس فيه تنويع يُعزّز كفاءة الطاقة. تعرّض شبكة تكساس لانقطاع كبير في التيار الكهربائي لم يكن فقط بسبب مشاكل محطات توليد الكهرباء بسبب العواصف الثلجية شديدة البرودة والغير متوقعة، ولكن كان أيضاً بسبب التهاون في تجهيز بنية تحتية وخطوط انابيت ذات مقاومة للعواصف الثلجية الغير اعتيادية والتي تعرضت لها في الاعوام السابقة ولم تستفد من تلك التجارب.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال