“الأهلي” و “سامبا” .. اندماج الأقوياء

اعتدنا في سوقنا السعودي اذا حدث اندماج يكون بين طرف قوي وآخر ضعيف، ولكن هذا لا ينطبق على الاندماج المحتمل بين البنك الأهلي ومجموعة سامبا، حيث ان الطرفين أقوياء سواء كانت القوة في جودة إدارة المخاطر ام في استحواذهما على حصه سوقيه مؤثرة ام بمعدل الربحية ام بقوة ودائع العملاء والقروض المصدرة. اندماج “الأهلي” و”سامبا” يأذن ببدء مرحلة مصرفية جديدة عنوانها القدرة على الاستفادة من ممكنات المستقبل عبر تمويل المشاريع التنموية الكبرى كمشروع نيوم ومشروعي البحر الأحمر والقدية وغيرها مما سيأتي في الطريق وتوافقا مع رؤية السعودية 2030.

المصارف رأس مال وقدرة على جذب الودائع وإصدار القروض، والكيان الجديد المتولد عن الاندماج يملك رأس المال الأكبر ويحتوي على الودائع الأكثر وقروضه المصدرة وبالتالي سيكون اعلى بمراحل من كافة المصارف في المنطقة. كلا المصرفين المندمجين لهما تواجد دولي، مما يعني أن الكيان الجديد سيستفيد من ذلك ويتوقع أن يتوسع على الساحتين الاقليمية والدولية ليستفيد من الفرص أيا كانت أرض تواجدها. مجلس إدارة كلا المصرفين المندمجين يحتوي على مؤهلين مشهود لهما بالكفاءة وأيضا الادارة التنفيذية للمصرف المندمج تحتوي على عناصر ساهمت في تطوير القطاع المصرفي في المملكة وسيكون لها بصمة في النقلة النوعية للقطاع بعد الاندماج.

اندماج الاقوياء سيكون له انعكاساته على سوق المال ايضا، فالاستثمار سيتدفق نحو القطاع المصرفي مما سيرفع قيم مؤشراته، وتوزيعات الأرباح المتوقعة وسترفع من قيمة البنك الجديد، وكفاءة رأس المال من المتوقع ان تجذب رؤوس الاموال الاجنبية. والبنك المندمج الجديد سيكون أقدر على مواجهة الدورات الاقتصادية الصعبة والتي هي جزء طبيعي من حركة الاقتصاد بشكل عام.

لا شك ان اندماج البنك الأهلي ومجموعة سامبا هو جزء من اعادة هيكلة القطاع المصرفي السعودي الذي سبق له ان اتم عمليه اندماج بين البنك الاول وساب. واندماج الاهلي وسامبا لن يكون الاخير، فالقطاع مليء بالمصارف الصغيرة التي تجد صعوبة في التوسع ومواجهة التحديات والظروف الصعبة في الدورات الاقتصادية الهابطة.

أخيرا، اندماج الاهلي وسامبا هو نجاح ايضا للجهات التشريعية في اتمام هذا الاندماج بسلاسة وسرعة وباحترافية متناهية.