الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
شهدت أسواق النفط العالمية قفزات كبيرة في الأسعار خلال الأسبوعين الماضيين، وتعود بذلك لمستويات ما قبل الجائحة. فما هي كواليس تلك الارتفاعات مع بقاء الجائحة؟
أهمها الصدمة الإيجابية التي تعرضت لها الأسواق النفطية بخفض 1 مليون برميل يوميا ولمدة شهرين من الجانب السعودي. هذا الخفض الطوعي قلص بشكل كبير من نسبة المعروض في الأسواق والذي بدوره انعكس على جانب الطلب، وبالعودة لأساسيات السوق هذا من أهم المحركات الحالية والتي ساعدت على عودة الأسعار لمستويات قبل الجائحة. كما أن إبقاء إعضاء اتفاقية أوبك وأوبك بلس على مستويات الالتزام المرتفعة تعتبر من ركائز استقرار الأسواق وداعم كبير للمحافظة على المكاسب الحالية. لذلك يجب أن يستمر الأعضاء على نفس المستوى من المسؤولية والمرونة لتعاون بعد شهر مارس القادم وعدم التسرع بزيادة الإنتاج حتى يتم دراسة حالة الأسواق بشكل مستفيض.
كما أن تراجع المخزونات العالمية على مستوى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية اعطى إشارة واضحة على مدى تأثير اتفاقية أوبك بلس على أسواق النفط مما انعكس بالإيجاب على الأسعار. بل تجاوزه لنرى تراجع حاد في المخزونات الامريكية على المستوى التجاري والاستراتيجي معا، حيث استمرت التراجعات للأسبوع السابع على التوالي بالنسبة للمخزونات التجارية. كما فاجأتنا وزارة الطاقة الأمريكية بالإعلان بمناقصة بيع 10.1 مليون برميل من الاحتياطي النفطي الاستراتيجي الأمريكي، حيث من المفترض أن يتم تسليمه لشهري أبريل ومايو. هذا دليل كافي عن انتعاش الطلب هناك وتناقص المعروض لذلك يتم التعويض بالخزن الاستراتيجي.
تعدد اللقاحات لفيروس كورونا لعب دورا هام وإن كان انتشارها وتوزيعها حول العالم جاء تحت التوقعات. إلا أنه اعطى دفعة كبيرة من الأمل للحد من هذه الازمة التي لم يسبق لها مثيل. البدء بتوزيع اللقاحات قلل من حدة المخاوف في أسواق النفط التي كانت لاعب ومحرك رئيسي في الأسواق الفترة الماضية، سوف يكون للقاحات دور فعال وكبير جدا في حال بدأت هذه اللقاحات فاعليتها. الأمر الآخر والأخير هو استمرار وتزايد الطلب من دولتي الصين والهند على وجه الخصوص للنفط. مما ساهم بالمحافظة استقرار الطلب العالمي عند المستويات الحالية.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال