الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
تعتمد القاعدة المعرفية لدى الأنسان من خلال التجارب الشخصية في حياته، إما من الدراسة أو الوظيفة او من المجموعات التي يتعايش معها من الأقارب والأصدقاء، بالإضافة الى بعض التحديات التي يجتازها والتي تكون في الغالب أكبر ما يثري التجربة الشخصية، ففي اتخاذ القرارات عادتاً يسترجع الانسان تجاربه السابقة والصعب منها هو ما يكون عالق في الذاكرة وتصبح بطبيعة الحال “المرشد الذاتي” ان صح التعبير، وفي حال كان التحدي المقبل جديد كلياً على التجربة الشخصية، من الطبيعي للشخص المبادر ان يبدأ بالبحث وطرح الأسئلة المناسبة وتتبعها ومقارنة الظروف.
المشكلة ليست هنا، فخلال البحث عن الإجابة أو الحل المناسب في أغلب السيناريوهات، ربما يكون هناك عدة إجابات تحتاجها لحل المشكلة، ولكن في نفس الوقت لم تحضر في خارطة الذهن والسبب ببساطة انك لا تعلم انك في حاجة هذه الإجابة. كثير ما نواجه هذه السيناريوهات خلال الاختلاط بفرق العمل، فالناس في الغالب موجهه على المهمة وانجازها بغض النظر عن التفاصيل التي تسبق الحل او النتيجة، فتصل المعرفة مبتورة نوعاً ما، بما يضيق حدود المعرفة ويقتل الإبداع، ما يميز رواد الأعمال الناجحين في نظري، مع تحمل المسؤولية هو الاهتمام بالتفاصيل والتعلم المستمر الذي لا يتوقف من خلال الاحتكاك بالمختصين في مجال العمل وتكثيف التجربة داخل دائرة الاختصاص مع أهل التجارب والخبرات المختلفة محلياً ودولياً للتعلم من الأسواق في الخارج، فما كان يُعرف بالأمس قد يتغير اليوم.
التجربة خير برهان، من خلال تقديمي بعض الاستشارات والحلول مبتكرة في قطاع الإضاءة والجذب السياحي بعد عودتي من الصين، قابلت بعض أصحاب الخبرة في السوق المحلي لقطاع الإضاءة، يعاني أغلبهم من قوة المنافسة وعدم النمو، وبعد بحثي وتحليلي معهم بعض التحديات، وجدنا أن معظمهم يعملون على منتجات تقليدية ـ والمبدع منهم ـ من يفكر في الشكل وليس المضمون!، في حين أن سوق الإضاءة في العالم صاحبة الكثير من المتغيرات خاصة في الخمس سنوات الأخيرة دُمج فيه الرقمنة والذكاء الاصطناعي فلم تعد إضاءة فقط بل أصبحت تخدم إدارة الحشود والمواصلات، وأضحت لغة للتواصل الحضري في المدن الذكية وتبعث وجه آخر جميل في مساء المدن الرائدة حول العالم، هذا السوق المتنوع مازال “محيطاً ازرق في أسواقنا المحلية” فمن يلحق بالركب قبل فواته؟
مع الثورة الصناعية الجديدة، يجب أن يفهم الرؤساء التنفيذيين خاصة في المنشآت الناشئة ان المتغيرات التقنية وسلوك المستهلك تتغير بشكل سريع وطردي يتطلب معه التعلم المستمر بشكل يومي والدخول في سلسلة ابتكار لا تنتهي. فكن قريباً من المبدعين، واخلع غمامة التقليدية في العمل، واستبدلها بتعطش دائم للمعرفة، وفكر بجدية فيما لا تعرف عن مجالك فربما تنتظرك هناك خارطة طريق الى نجاح جديد.
خاتمة ” التعلُم كالإبحار عكس التيار، إذا لم يتقدم قاربك إلى الأمام سينجرف بك النهر” ـ مثل صيني
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال