الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
وهنا حطت قافلة التطوير مع سمو سيدي ولي العهد بعد الإعلان مؤخرا عن شركة السودة للتطوير. هذه الانطلاقة المباركة تترجم عمليا ما أكده سمو ولي العهد بأن التنمية ستطال جميع مناطق المملكة في هذا العهد الزاهر.
كتبتُ قبل خمسة أعوام تقريبا عن موضوع تشجير السودة مقالة بعنوان (يموت الشجر واقفا الا في عسير)، كان طموحي في مقالي ذاك ألا تقتلع الأشجار وأن تبقى شاهدا على الحياة فقط. لم أكن أعلم في ذلك الوقت أن خطة تنموية استراتيجية وتشغيلية كاملة ستبسط جناحها على المنطقة بهدف نقلها لمصاف المناطق السياحية الأكثر أهمية في المنطقة وصناعة وجهة سياحية عالمية.
يتماشى تأسيس شركة السودة للتطوير مع الاستراتيجية الاستثمارية لصندوق الاستثمارات العامة وسعيه لتحقيق مستهدفات رؤية 2030 من خلال تطوير قطاع السياحة والترفيه، ولا شك أن أعمال التطوير والشراكات مع المستثمرين والقطاعين العام والخاص ستساهم في زيادة إجمالي الناتج المحلي، وإيجاد فرصٍ وظيفية مباشرة وغير مباشرة مما سيساهم في بقاء ابناء الجنوب فيه بل ربما تعود الطيور الجنوبية المهاجرة للمشاركة الفاعلة في المنطقة. كما اتوقع أن يوجّه هذا المشروع الكبير بوصلة استقرار أبناء المناطق الأخرى من المؤهلين مهنيا وعلميا إلى الجنوب لاجتماع الفرصة والاحتياج وتنوع البيئة وجمالها واعتدال المناخ.
يمكن تحويل السودة، والجنوب ككل، إلى وجهة سياحية جبلية عالمية، لتميز طبيعتها وأجوائها وثقافتها، مما يجذب الزوار على اختلاف اهتماماتهم. وبلا مبالغة أجزم أن محبي الثقافة والطبيعة والاستجمام وممارسي الأنشطة الخارجية والباحثين عن المغامرة والاستكشاف والتجارب الفريدة سيجدون مبتغاهم في الجنوب. لكن الجمال وحده لا يكفي، فهؤلاء الزوار يحتاجون خيارات ترفيهية وسكنية متنوعة، من خلال تطوير الغرف الفندقية، والوحدات السكنية، والمرافق العامة في أماكن الترفيه، ولهذا انتشينا بإعلان الشركة عزمها على تطوير البنية التحتية بأكثر من 20 مشروعًا استثماريا، وسعدنا كذلك باستهدافها تطوير القطاعين التجاري والترفيهي بأكثر من 30 مشروعًا نوعيًا، لاستقطاب مليوني زائر سنويًا بحلول 2030.
ومن يعرف الجنوب يعرف بلا شك ثراء المنطقة التراثي وتنوعها الثقافي وتفردها العمراني، ولهذا فمن الحكمة أن تعتني شركة السودة بالحفاظ على البيئة والموروث الثقافي الإنساني وأن تطور هوية عمرانية متجانسة مع منطقة المشروع متجنبة التنافر البصري بين المباني ما أمكن لجذب تدفق الاستثمارات النوعية في هذا المجال.
السودة، قلب عسير النابض وابنة الغيم والمطر الحالمة والمتكئة على قمم من الرجال والجبال على موعد مع التنمية المتسارعة. قريبا سنحتفل سويا بحول الله بانجازات هذه الشركة التي أطلقها عراب الرؤية سمو سيدي ولي العهد والذي لا يكتفي فقط بالخطط بل يتابع مؤشرات الاداء ويثق بالأرقام، ونحن بدورنا نثق بالله سبحانه وبمنهجية قائد التغيير أيده الله. قريبا سنكتب مجدا جديدا في المنطقة الأبهى التي لا تعترف بأي عسير ونرحب بكم بين الساحل والجبل في مشاريع شركة السودة للتطوير.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال