الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عادة وزير النفط في أي دولة عظمى، علاقاته مع الطبقات العليا ومعارفه من كبار الدبلوماسيين ورجال الأعمال ورؤساء الشركات الكبرى، وهذا امر طبيعي فطبيعة العمل والمنصب تفرض عليه علاقة معينة ومحددة، فما بالك بوزير نفط دولته تملك ثاني اكبر احتياط في العالم وتتصدر دول العالم في انتاج النفط والمؤثر الفعلي للأسواق العالمية.
هكذا كانت حياة الراحل وزير النفط السعودي الأسبق احمد زكي يماني، الذي امضى اكثر من عقدين في اهم وزارة في السعودية وفي حقبة زمنية مهمة، شهدت تحولات سياسية واقتصادية، ودخل النفط لأول مرة كسلاح لمعالجة القضايا العربية، وأحداث من أهمها اختطافه مع وزراء نفط في احد المؤتمرات الحساسة عن النفط، من قبل زعيم عصابة عالمي ومحترف كارلوس، الى جانب اهتماماته السياسية وتصريحاته الصحافية المثيرة، وكذلك بحوثه ودراساته المتعلقة بالثقافة وكتب تتعلق بالمرأة والإسلام وحياة الجزيرة العربية.
هناك جانب ظل مرتبطا بوزير النفط الراحل احمد زكي يماني، وهو انه كان قريبا من الطبقة الضعيفة والفقيرة في بلاده، وكان يخصص لهم من وقته وأيضا يخصص لهم مساعدات، بعضها مالية وأخرون تكاليف دراسية، واحيانا علاج، وظل على هذا الحال في عهده الى وفاته، حتى انه لما كان يأتي مسقط رأسه في مكة المكرمة، يلتقي بزملائه وأصدقاءه وجيرانه وفي جدة وكذلك المدينة المنورة، علاقة الراحل بالطبقة الضعيفة والفقيرة وتلبية احتياجاتهم ومساعدتهم كانت تنبع من منطلق ابن الحارة النشمي الذي يعرف أهمية دور القادر والمقتدر مع أبناء الحارة والمحتاجين.
ورغم انه انتقل للإقامة بعد التقاعد وتركه حقيبة وزارة النفط إلا أن مساهماته الخيرية كانت مستمرة ويشرف بنفسه يرحمه الله عليها، ويقول احد المقربين من عائلته، أن له الكثير من العطايا والمخصصات لأسر من مكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة ، هذا غير العطاء السنوي بقوائم وأسماء، إضافة الى مشاركاته الاجتماعية من أهمها وابرزها موسوعة مكة المكرمة والمدينة المنورة، التي صدر منها اكثر من عشر مجلدات، وقبلها المجموعة الكاملة لأعمال الأديب السعودي عبدالله عبدالجبار، وقدّم ميزانية مفتوحة، ولَم يكتفِ بذلك؛ بل حرص على تقديمها بنفسه للأستاذ الكبير في دارته بمشروع الأمير فواز للإسكان التعاوني.
من الجوانب الاجتماعية لوزير النفط السعودي الراحل احمد زكي يماني انه أسس مراكز علمية منها دار الفرقان ومؤسسة يماني الثقافية والخيرية ومنها جائزة الشاعر محمد حسن فقي في الشعر والنقد، فضلا عن أياديه البيضاء فكان يعطي من لا يخشى الفقر، ودائما يكون عونا لليتيم والأرملة. ومن القصص الإنسانية الأخرى التي يعرفها الكثيرون انه رافق الفنان الراحل طلال مداح في رحلات عديدة من اجل العلاج، حيث انه لم يكن طلال يعتني بصحته. يقول الوزير يماني في أحد تسجيلاته، انه كان يخشى على صحة طلال ويخشى أن يتمدد أو يتفاقم ومن بين هذه الرحلات العلاجية رحلته الى جورجيا جنوب الولايات المتحدة الأمريكية، وقدم طلال معزوفته الرائعة مقادير نالت استحسان الدبلوماسيين الحاضرين.
رحلة الفقيد الراحل وزير النفط الأسبق كانت حافلة خلال عمله وأيضا بعد تقاعده أو تركه العمل الوظيفي الحكومي، وشوهد اكثر من مرة وهو يعتمر العمة والزي التراثي المكي، ويشارك في احتفالات ورقصات المزمار وزيارات اجتماعية وحضور مجالس، وأيضا ديوانه الثقافي في جدة، بالأمس بعد أن انتهيت من تقديم التعازي لعائلته لفت انتباهي خمسة أشخاص منهم 3 رجال طاعنين في السن وشابين ، كانوا يبحثون عن موقف لسيارتهم وكأنهم حينما رأوني تنفسوا الصعداء، لانهم كانوا يبحثون عن موقف لسيارتهم، سمعتهم كأنهم يتحدثون بصوت مسموع، احدهم يقول، إن شاء الله بس ما يوقفوا لنا المساهمة الشهرية، فيقول له صديقه معه، ما أظن تتوقف، فيرد عليه تعرف إنها تساعدني في العلاج واشتري بها أدوية.
غادرت موقع العزاء وكل دعواتي أن يتغمد الفقيد الراحل برحمته، ويوفق عائلته في إتمام ما بدأ به الوزير الراحل من عمل البر والخير. وخالص تعازينا لأسرة الفقيد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال