الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
لا يخفى على أحد التلوث الذي يعاني منه كوكبنا الأزرق منذ عشرات العقود من الزمان، ومع ظهور الثورة الصناعية في أوروبا في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر، فإن المناخ العالمي بدأ في التغيير، حتى وصلنا إلى مستويات غير مسبوقة من التلوث والتي تؤذن بحدوث كوارث كثيرة ما لم يتدارك العالم ذلك، ولأن الخطر محدق بالجميع فقد ظهرت اتجاهات عالمية للاعتماد على مصادر الطاقة الخضراء وكذلك ما يعرف بالاستثمار الأخضر.
ما المقصود بمصادر الطاقة الخضراء؟
يظهر من مصطلح الطاقة الخضراء أنه مصطلح يعطي إيحاءً بعلاقته باللون الأخضر وهو لون الأشجار والنباتات، وهذا يعني أن مصادر الطاقة الخضراء لها علاقة وثيقة بالبيئة والمساهمة في التقليل من حدة التلوث وانتشاره، وتعرف مصادر الطاقة الخضراء بأنها المصادر المتجددة للطاقة والتي لا تتسبب في تلوث للبيئة، إن الطاقة الخضراء هي الطاقة التي تستخرج من مصادر طبيعية صديقة للبيئة كضوء الشمس والأمطار والرياح والمد والجزر والمياه الجوفية، وغيرها من مصادر الطاقة النظيفة، وقد باتت هذه المصادر تعوض احتياجات كثير من الدول، ما يعني الاتجاه نحو الاستغناء عن مصادر الطاقة التقليدية التي تسببت في تلوث ودمار كبيرين للبيئة.
متى بدأ الاعتماد على مصادر الطاقة الخضراء؟
إن الطاقة الخضراء باتت تعتمد بشكل كبير على التقدم العلمي والتكنولوجي الذي شهده العالم في الفترة الأخيرة، وقد بدأ مصطلح الطاقة الخضراء في الظهور على السطح منذ ثلاثة عقود تقريبًا، وقد قامت عدة جهات بحثية ومؤسسات علمية مرموقة بالمئات من الأبحاث من أجل ابتكار تقنيات تساعد على الاستغناء عن الوقود الأحفوري ومصادر الطاقة التقليدية، التي أوشكت على النفاذ من جهة، ومن جهة أخرى فإنها تشكل خطرًا على البيئة.
اتجاهات عالمية لاستخدام مصادر الطاقة الخضراء
نتيجة لتطور البحوث حول مصادر الطاقة الخضراء بدأت بعض دول العالم تخطط من أجل التحول الكامل نحو مصادر تلك الطاقة والاستغناء عن المصادر التقليدية، ولعل هذا التحول من الخطط الاستراتيجية لكثير من دول العالم، حيث أعلنت السويد عام 2015 أنها تسعى للاعتماد الكلي على الطاقة الخضراء في توليد الكهرباء لديها في خلال 25 عامًا، بمعنى أن السويد في عام 2040 ستترك الاعتماد على الوقود التقليدي وستتجه نحو الاعتماد على مصادر طاقة متجددة كالطاقة الشمسية والرياح.
المملكة العربية السعودية ومواكبة الطفرة الكبيرة للطاقة الخضراء
لعل المملكة العربية السعودية من الدول التي فطنت إلى أهمية استخدام مصادر الطاقة الخضراء من أجل الحفاظ على البيئة ومن أجل ضمان مصادر دخل قومي أخرى غير الاعتماد على النفط، فكما هو معلوم فإن النفط يشكل الجزء الأكبر من الناتج المحلي للملكة، ولذلك فإن رؤية المملكة 2030 قد وضعت من ضمن أهداف التحول الوطني تنويع مصادر الدخل، وتقليل الاعتماد على البترول، والاستثمار في الطاقة الخضراء لأنها طاقة المستقبل.
وفي توافق مع رؤية المملكة للاعتماد على مصادر الطاقة الخضراء أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز ولي العهد حفظه الله عن إطلاق مشروع قومي كبير هو مشروع ذا لاين (the line) وذلك مع مطلع عام 2021 ليكون مشروعًا رائدًا سيتم العمل عليه في مدينة نيوم السعودية على البحر الأحمر، وقد أشار سمو ولي العهد أن ذا لاين ستكون مدينة مليونية تكون نسبة التلوث فيها صفر، فلا عوادم سيارات ولا انبعاثات ضارة ولا مخلفات كربونية، كل ذلك سيختفي من ذا لاين وسيتم الاعتماد على مصادر الطاقة الخضراء في مشروع من المشروعات الرائدة للمملكة العربية السعودية.
إن ما سبق يؤكد الخطوات المهمة التي قامت بها المملكة العربية السعودية في مجال الاستثمار في مصادر الطاقة الخضراء التي يمكن لنا أن نطلق عليها طاقة المستقبل، وبهذا فإن المملكة العربية السعودية تكون من الدول الرائدة في اقتحام هذا المجال، ولا شك أن هذا سيساهم في تحقيق التنمية المستدامة وفي تحقيق الكثير من المكاسب على المدى القريب والبعيد.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال