الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
عندما صرّح سمو ولي العهد الامير محمد بن سلمان أثناء مبادرة مستقبل الاستثمار بأن مدينة الرياض سيكون فيها أكبر تجمع صناعي ومن ضمن اكبر عشر عواصم اقتصادية في العالم، فلابد هنا أن نتوقف ونُعيد قراءة ماقاله سموه بعمق.
المملكة العربية السعودية تتغير تغيراً جذرياً في ظل قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز حفظه الله ورؤية ولي عهده لدفة هذا التغيير، ولم يعد من المنطق أن تكون العاصمة السعودية (الرياض) بهذه المكانة الجاذبة لكبريات الشركات العالمية لكي تتواجد فيها – بما فيهم إدارات الشركات السعودية الضخمة مثل “سابك” و “معادن” و “الشركة السعودية للكهرباء” – بينما عملاق النفط “ارامكو السعودية” لاتزال إدارتها العليا تتواجد في مدينة “الظهران” شرق المملكة.
على مدى عقود طويلة والمنطقة الشرقية تُمثّل عاصمة صناعة النفط من مدينة “الظهران”، وهذا كان طبيعيا بحكم ظروف تأسيس شركة “ارامكو” والتي كان اسمها شركة الزيت العربية الامريكية، وبحكم ان حقول النفط كانت في المنطقة الشرقية فقط اعتماداً على حقوق الامتياز التي منحتها الدولة للشركة آنذاك، بقت الشركة والى اليوم مستوطنة هناك بل واستطاعت ان تسهم في تنمية المنطقة الشرقية سواء بالاستقطابات للكوادر البشرية من داخل وخارج المملكة او بمساهمتها الكبيرة كمسؤولية اجتماعية لمشاريع تنموية او حتى قدرتها على تغيير كثير من سلوك السكان.
تواجد الكثير من كبريات الشركات العالمية في العاصمة الرياض، بعد ان وقّعت قبل ايام عدد من الشركات الدولية الكبرى اتفاقيات مع وزارة الاستثمار وهيئة تطوير الرياض لتأسيس مكاتبها الإقليمية في الرياض، يدفعنا هذا للتساؤل حول مدى امكانية تواجد إدارة “ارامكو السعودية” العليا أيضا في العاصمة الرياض، خاصة وأن الوضع الحالي يستدعي بأن تُعامل كشركة مُدرجة، وليست منظومة تنقيب واستخراج للنفط والغاز فقط.
مقر إدارة “ارامكو” في الرياض لن يُعيق عمليات التشغيل فيها، وإن كان هناك بعض التحديات في هذا الخصوص فالشركة معروف عنها قدرتها الابتكارية في مواجهتها، خاصة أن رئيس الشركة أثناء مبادرة مستقبل الاستثمار التي عقدت في الرياض قبل أيام افاد بأنها تعتمد على منظومات متقدمة جداً في التكنولوجيا رفعت من مستوى موثوقيتها إلى نسبة %99.8 وهذا يعني أنه لن يكون هناك لا تحدي فني ولا لوجيستي يستطيع أن يقف عائقاً أمام إيجاد مقر لإدارة ارامكو في الرياض بمشيئة الله.
تواجد إدارة ارامكو في الرياض ربما يستدعي بعض اذرعها الإدارية ان تتواجد معها مما سيكون له انعكاس إيجابي على مصالح الشركة لقربها وتفاعلها مع جهات حكومية مختلفة مثل وزارة الاستثمار ووزارة الصناعة.إضافة إلى أن إدارة “ارامكو السعودية” بحاجة لأن تكون في موقع تواجد مباشر مع منظومة صناعة القرار، وايضاً ستكون فرصة سانحة للإدارة لأن تتفاعل مع المحيط التجاري والصناعي مما سيساهم في التكامل الذي يتوافق مع متطلبات المرحلة الجديدة التي تعيشها المملكة وايضا كشركة مُدرجة.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال