الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
قبل أيام شاركنا سمو ولي العهد محمد بن سلمان حفظه الله، طموح المملكة في أن تصبح الرياض خلال السنوات القادمة واحدة من أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم. كان ذلك ضمن استراتيجية المملكة الطموحة كجزء من تنفيذ خطط النمو الاقتصادي وتنويع مصادر الدخل، وانتقال مدينة الرياض من مركزها الآن من ضمن أكبر أربعين اقتصاداً في العالم كمدينة إلى أكبر 10 مدن اقتصادية؛ وصرح سموه أن “الاقتصاديات العالمية ليست قائمة على الدول، بل هي قائمة على المدن”.
وتسعى حكومتنا لتحقيق هذه النظرة الطموحة باستراتيجية حكيمة عن طريق تقسيم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة يتم العمل عليها بدقة لتحقيق الخطة الأكبر، ومن هذه الأهداف؛ بناء أكبر مدينة صناعية في العالم داخل الرياض، زيادة التعداد السكاني في مدينة الرياض من 7.5 مليون نسمة الآن إلى 15-20 مليون نسمة، تحسين الوضع البيئي عن طريق زيادة التشجير، واستغلال الفرص السياحية والثروات الطبيعية للمدينة. وبتحقيق هذه الأهداف بإذن الله داخل مدينة الرياض، تستطيع المملكة تحقيق هدفها الأكبر في أن تصبح الرياض من أكبر 10 مدن اقتصادية في العالم بحلول عام 2030. هذه الاستراتيجية هي مثال حقيقي على أن النجاح لا يعتمد فقط على رؤيتنا للصورة الكبيرة، ولكن يعتمد على الأهداف الصغيرة التي نعمل عليها بحكمة وصبر، وعندما تتجمع معاً نستطيع أن نحصل على صورة واضحة وكاملة يتحقق من خلالها الحلم والهدف.
كذلك في حياتنا الشخصية والمهنية، نستطيع أن نطبق مثل هذه الاستراتيجية، فأنت تستطيع أن تحلم بأن تصبح ما تريد، ولكن ما هي الخطوات التي تحتاجها للوصول لذلك؟ ما هي الاستراتيجيات التي تتبعها؟ ما هي الفترة الزمنية التي تحتاجها لتحقيق حلمك؟ والعديد من الأسئلة التي تحتاج منك أولاً الإجابة عليها ودراستها، ومن ثم البدء في العمل على كل هدف صغير، بحيث يكون عمود من الأعمدة التي سيرتكز عليها هدفك الأكبر.
التفكير في نطاق ضيق لا يُسبب فقط هدراً لوقتك وجهدك، ولكن أيضاً قد يجعلك تمر بحالة من التوتر والضغط العصبي عندما لا تسير الأمور كما خططت لها. فعندما تقسّم هدفك إلى أهداف صغيرة فأنت تعمل على كل هدف بشكل مستقل، وعندما تفشل في إحدى الأهداف يمكن حينها أن تعمل على تطوير أو تغيير هذا الهدف فقط، ولن تضطر إلى تغيير هدفك الأكبر. التفكير بهذه الطريقة يجعلك أقل عرضة للشعور بالإحباط خلال رحلتك في تحقيق حلمك، أيضاً وضعك لاستراتيجية معينة تسير عليها، وتحديدك للأهداف؛ يجعلك تركز على كل ما هو مهم، بدلاً من العمل على العديد من الأشياء المختلفة، التي قد لا يفيد بعضها بشيء في تحقيقك لرؤيتك.
فلا تسعد كثيراً عندما يكون جدولك اليومي ممتلئاً بالأعمال، ولا تشعر بأنك حققت إنجازاً عظيماً عندما تصبح كالآلة التي تعمل بدون توقف ولا تستطيع حتى أن تأخذ وقت لنفسك ولأسرتك؛ فالعمل على تحقيق أهدافك بصورة واقعية لا يعني أنك يجب أن تتخلى عن كل شيء آخر في المقابل. كما أنه عند وضع خطط لتسير عليها وتعمل على تقسيم وقتك وجهدك، لن يزدحم جدولك بأشياء غير ضرورية، بالتالي تستطيع تحديد ما هو مهم وما هو ليس مهم وتضع الأولويات في البداية.
أخيراً؛ قبل البدء في العمل على تحقيق رؤيتك، من المهم دراسة هذه الرؤية أولاً وتحديد الفوائد التي ستعود عليك منها؛ ومن ثم ابدأ في وضع الاستراتيجيات بما يتناسب مع إمكانياتك، وقسم كل استراتيجية إلى نقاط أصغر وحدد لكل نقطة ما تحتاجه من عناصر لتحقيقها، وأيضاً حدد فترة زمنية معينة بحيث تعمل بخطوات ثابتة ولا تهدر وقتك، وأنصحك بمشاركة أهدافك دائماً مع الآخرين خاصة مع الشركاء أو العاملين، لأن مشاركة رؤيتك يسهل عليك الحصول على الدعم الذي تحتاجه للوصول لهدفك، وأيضاً يمنح العاملين معك على نفس الهدف الحافز والأمل؛ كما فعلت حكومتنا عندما أعلنت عن رؤية المملكة 2030، التي أعطتنا الحافز للاستمرار في تحقيق أهدافنا من أجل توفير مستقبل أفضل لمملكتنا ولشبابنا.
الناشر: شركة مال الإعلامية الدولية
ترخيص: 465734
©2025 جميع الحقوق محفوظة وتخضع لشروط الاتفاق والاستخدام لصحيفة مال